الطعن في النسب الفاطمي
الطعن في النسب الفاطمي
كثر عدد الطاعنين في النسب الفاطمي، ذلك أن المنتفعين ﺑﺎﻟﻄﻌﻦ ﰲ ﻧﺴﺐ اﻟﻔﺎطميين كثيرون، فكلهم ذوو سلطان أو أﺗﺒﺎع ذوي اﻟﺴﻠﻄﺎن ممن يريدون الانفراد بالخلافة دون منازع، ولكن لم تصدق دعاوى الطعن هذه إلا قليلًا، وإنما جاء تنفير الناس من الفاطميين من خلال ربط الحركة الفاطمية بالحركة الباطنية (فالباطنية ليست مذهبًا إسلاميًّا أو فرقة من فرق أهل الإسلام، وإنما هي مذهب وطريقة أراد بها واضعوها هدم الإسلام وإبطاله عقيدةً وشريعة، فهم يعتقدون الإباحية المطلقة، والتفلُّت التام من التكاليف الشرعية، وينكرون الجنة والنار وغير ذلك).
ويشير الكاتب إلى أن الخصوم ادعوا أن الباطنيين جميعهم إسماعيليون من القائمين على الدعوة الفاطمية، وشاع ذلك الادعاء وأصبح الناس في المشرق يفهمون ويعتقدون أن الإسماعيلية مرادفة للباطنية ويلصقون بالإسماعيلية كل قبائح الباطنية وهي ﰲ اﻟﻮاﻗﻊ قبائح كثيرة منفِّرة لا تحتاج إلى جهد في التنفير منهم والتشهير بهم، ومما ساعد على ذلك أن بعض القرامطة من المجاهرين بإباحة المحَّرمات والاجتراء على الدين كانوا يعلنون التشيُّع والتأييد للإسماعيليين، فرسخ في أذهان الناس أن جميع دعاة الإسماعيلية كذلك.
الفكرة من كتاب فاطمة الزهراء والفاطميون
يتناول هذا الكتاب سيرة سيدة سليلة شرف لا تنازعها فيه واحدة من بنات حواء، سيدة أخذت مكانها الرفيع بين أعلام النساء على مر التاريخ، وهي السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله ﷺ، ويعرِّفنا العقاد بها ابنةً وزوجةً للخليفة وأمًّا للشهداء، ويطالعنا على أبرز محطات حياتها ومواقفها عن قرب منذ النشأة حتى الوفاة، ويعرفنا تاريخ الدولة الفاطمية والعلاقة بينها وبين الإسماعيليين والعباسيين منذ بداية الدولة الفاطمية حتى نهايتها وأبرز أحداثها الفارقة.
مؤلف كتاب فاطمة الزهراء والفاطميون
عباس العقاد: كاتب ومفكر ومؤرخ مصري، وُلِد بأسوان عام 1889، لُقِّب بالعقاد نسبة إلى جده الذي كان يعمل بأحد مصانع الحرير، ولم يحصل من الشهادات إلا على التعليم الابتدائي، ولكن ظهر نبوغه في مجالات مختلفة بسبب عكوفه على القراءة والتثقيف الذاتي، فكان يكتب في السياسة والفلسفة والأدب والنقد والشعر وتراجم الأعلام ومشاهير الفكر.
وقد نال عضوية مجمع اللغة العربية، وكان عُضْوًا مُراسِلًا للمجمع ببغداد ودمشق، كما منحته جامعة القاهرة الدكتوراه الفخرية، ولكنه رفضها مثل جائزة الدولة التقديرية، وأسَّس مع المازني وعبد الرحمن شكري مدرسة “الديوان”، ومن أشهر مؤلفاته: سيرته الذاتية “أنا” وسلسلة “العبقريات” و”ساعات بين الكتب” وغيرها، وله رواية واحدة فقط بين كل مؤلفاته وهي “سارة”.