وفاة السيدة فاطمة (رضي الله عنها)
وفاة السيدة فاطمة (رضي الله عنها)
قد رأها ﷺ في مرض وفاته، وقال لها إنها أسرع أهله لحاقًا به، ولما توفي عاهد عليٌّ نفسه ألا يغضبها وقد غاب عنها أبوها، فلم يغضبها بعد ذلك في أي أمر حتى أمر الخلافة الذي هو من أجلِّ الأمور، ولم يمضِ بها العمر حتى لحقت بالنبي بعد وفاته بستة أشهر في ليلة الثلاثاء لثلاثٍ خلون من شهر رمضان وهي في الثامنة والعشرين من عمرها.
ويروى أنه عندما حضرها الموت تولَّت بنفسها أمر غسلها فقالت لصاحبتها أسماء بنت عميس، بعد أن اغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل: “يا أمة أئتيني بثيابي الجدد” فلبستها وقالت: “قد اغتسلتُ فلا يكشفن لي أحد جانبًا وناحية”، وشكت نحول جسمها فقالت لصاحبتها: “أتستطيعين أن تواريني بشيء؟” فقالت: “إني رأيت الحبشة يصنعون السرير للمرأة ويشدُّون النعش بقوائم السرير”، فصُنِع لها نعشٌ قبل وفاتها، ونظرت إليها مبتسمة وهي تقول “سترتموني ستركم الله”، ولم تُرَ مبتسمة من بعد وفاة النبي إلا تلك الساعة قبيل وفاتها، ودُفِنت ليلًا كما أوصت.
الفكرة من كتاب فاطمة الزهراء والفاطميون
يتناول هذا الكتاب سيرة سيدة سليلة شرف لا تنازعها فيه واحدة من بنات حواء، سيدة أخذت مكانها الرفيع بين أعلام النساء على مر التاريخ، وهي السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله ﷺ، ويعرِّفنا العقاد بها ابنةً وزوجةً للخليفة وأمًّا للشهداء، ويطالعنا على أبرز محطات حياتها ومواقفها عن قرب منذ النشأة حتى الوفاة، ويعرفنا تاريخ الدولة الفاطمية والعلاقة بينها وبين الإسماعيليين والعباسيين منذ بداية الدولة الفاطمية حتى نهايتها وأبرز أحداثها الفارقة.
مؤلف كتاب فاطمة الزهراء والفاطميون
عباس العقاد: كاتب ومفكر ومؤرخ مصري، وُلِد بأسوان عام 1889، لُقِّب بالعقاد نسبة إلى جده الذي كان يعمل بأحد مصانع الحرير، ولم يحصل من الشهادات إلا على التعليم الابتدائي، ولكن ظهر نبوغه في مجالات مختلفة بسبب عكوفه على القراءة والتثقيف الذاتي، فكان يكتب في السياسة والفلسفة والأدب والنقد والشعر وتراجم الأعلام ومشاهير الفكر.
وقد نال عضوية مجمع اللغة العربية، وكان عُضْوًا مُراسِلًا للمجمع ببغداد ودمشق، كما منحته جامعة القاهرة الدكتوراه الفخرية، ولكنه رفضها مثل جائزة الدولة التقديرية، وأسَّس مع المازني وعبد الرحمن شكري مدرسة “الديوان”، ومن أشهر مؤلفاته: سيرته الذاتية “أنا” وسلسلة “العبقريات” و”ساعات بين الكتب” وغيرها، وله رواية واحدة فقط بين كل مؤلفاته وهي “سارة”.