الصندوق والاختلالات الاقتصادية

لقد أدى الفزع من التضخم الاقتصادي إلى اندلاع طلب كبير على القيم العينية وخاصة العقارات، مما أدى إلى خلق عدم استقرار مالي تمثل في حدوث فقاعات كبيرة وحالة من التضخم الشديد في الأسواق الدولية، ولجأت البنوك إلى الاحتيال على القيود القانونية وعمدت إلى نقل نشاطاتها إلى مصارف الظل، ومما زاد الوضع سوءًا هو إطلاق صفة “مهم بالنسبة للنظام” و”أكبر من أن يسقط” على بعض المصارف الدولية العملاقة، مما أكسبها وضعًا خاصَّا لا مثيل له في التاريخ الاقتصادي، حيث لم يعد يجوز تركها للإفلاس، مما شجعها على الدخول في صفقات ليست خطرة فحسب، بل عالية المخاطر!
فكانت نتيجة ذلك أن تم رصد بعض الاختلالات الاقتصادية الجسيمة، التي تزايدت بوتيرة متسارعة، مثل ظهور الاحتكارات في الأسواق عبر مشاريع مسيطرة على أغلب القطاعات يتناقص عددها من يوم لآخر، وكذا تركزت الثروات بأيدي ثلة صغيرة من أباطرة المال، وأخيرًا الاختلال في الميزان الاجتماعي عبر هضم حقوق الأكثرية لمصلحة تزايد امتيازات أقلية صغيرة.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وهذا الوضع المفزع ليس النتيجة المنطقية لطريقة عمل النظام السائد فقط، بل هو أيضًا مؤشر واضح على المستقبل الذي ينتظر العالم في السنوات المقبلة، فالتفاوت الحقيقي أو المزعوم كان دائمًا وأبدًا، سببًا يدفع المواطنين إلى القيام باضطرابات وثورات، فعدم المساواة بين الأغنياء والفقراء هو أشد المآسي التي عصفت بجميع الجمهوريات، ويصعب أيضًا التنبؤ حاليًّا بالوضع الذي سيكون عليه هذا المجتمع في المستقبل، بيد أن هناك أمرًا ليس من العسير على المرء التنبؤ به مستقبلًا، وهو أن العالم الجديد لن يكون فيه دور لمنظمات من قبيل صندوق النقد الدولي.

يعدُّ صندوق النقد الدولي المؤسسة المركزية في النظام النقدي الدولي، أي نظام المدفوعات الدولية وأسعار صرف العملات الذي يسمح بإجراء المعاملات التجارية بين البلدان المختلفة، ويهدف الصندوق إلى منع وقوع الأزمات في النظام عن طريق تشجيع البلدان المختلفة على اعتماد سياسات اقتصادية سليمة.

يستعرض أرنست فولف في هذا الكتاب دور صندوق النقد الدولي في الأزمات العالمية، كما يرصد تطور سياسات الصندوق في مرحلة سبعينيات القرن الماضي وتبنيه قواعد النيوليبرالية (الليبرالية الحديثة) التي صاغتها مدرسة شيكاغو الاقتصادية، إذ مكنت هذه القواعد إدارة الصندوق من التدخل المباشر في سياسات الدول لبسط نفوذه، فالصندوق لا يساعد الدول على تجاوز أزماتها بقدر ما يستثمرها لتحقيق مصالحه الخاصة.

أرنست فولف: كاتب ألماني، وُلد عام 1950. درس في الجامعات الأمريكية، وعمل أستاذًا للفلسفة في جامعة بريتوريا (جنوب أفريقيا)، كما عمل صحفيًّا ومترجمًا.

اهتم بخصائص العلاقات المتبادلة بين الاقتصاد والسياسة، وركز منظوره على الأزمة المالية العائدة إلى عام 2008 وأزمة اليورو، كما اهتم بدور صندوق النقد الدولي في إدارة الأزمات.

من أهم كتبه ومؤلفاته:

صندوق النقد الدولي.

المسئولية السياسية لعالم معولم: بعد إنسانية ليفيناس.

التسونامي المالي: كيف يهددنا النظام المالي العالمي.