الأزمة المالية العالمية
الأزمة المالية العالمية
يعيش العالم اليوم حالة من الضبابية في المشهد، حيث تتضارب وسائل الإعلام الدولية، في تقييمها للمشهد الاقتصادي العالمي وتعافيه من الأزمة العالمية والانهيار الذي عصف به في عام 2008، ففي حين نرى بعض التقارير الإعلامية تؤكد اكتشاف مؤشرات جيدة تشير إلى وجود تطور ملموس، عارضين هذه الأدلة على الرأي العام كبرهان على وجود تعافٍ متزايد، نرى البعض الآخر يشير إلى عاصفة هوجاء من الأنباء التي تؤكد أن النظام المالي بات أقرب إلى الانهيار من أي وقت مضى، وأنه آيل للسقوط خلال الأيام المقبلة!
وما من شك أن تعايش كلا الاتجاهين جنبًا إلى جنب، يؤكد صعوبة تفسير الوضع الحالي بدقة، فهو حصيلة تراكمية نتجت عن تطور غير مسبوق بالمرة، فليس هناك مثال لهذا التطور في التاريخ حتى يمكن القياس عليه.
وعلى الرغم من هذا يرى المؤلف أن الاقتصاد العالمي ليس في طريقه للتعافي، بل إن العكس هو الصحيح، فكل الحزم الإصلاحية والإجراءات التي جرى اتخاذها منذ اندلاع الأزمة العالمية في عام 2008 بهدف بث الاستقرار في النظام لم تجدِ نفعًا بل على العكس تمامًا أسهمت في إضعاف المناعة الاقتصادية لهذا النظام بصورة شبه دائمة، مما جعله أكثر عرضة للصدمات وأشد استسلامًا للهزات الاقتصادية، حيث زادت المديونية العالمية، وانخفضت الشفافية، وزادت أنشطة الاقتصاد الخفي بصورة مروعة.
الفكرة من كتاب صندوق النقد الدولي
يعدُّ صندوق النقد الدولي المؤسسة المركزية في النظام النقدي الدولي، أي نظام المدفوعات الدولية وأسعار صرف العملات الذي يسمح بإجراء المعاملات التجارية بين البلدان المختلفة، ويهدف الصندوق إلى منع وقوع الأزمات في النظام عن طريق تشجيع البلدان المختلفة على اعتماد سياسات اقتصادية سليمة.
يستعرض أرنست فولف في هذا الكتاب دور صندوق النقد الدولي في الأزمات العالمية، كما يرصد تطور سياسات الصندوق في مرحلة سبعينيات القرن الماضي وتبنيه قواعد النيوليبرالية (الليبرالية الحديثة) التي صاغتها مدرسة شيكاغو الاقتصادية، إذ مكنت هذه القواعد إدارة الصندوق من التدخل المباشر في سياسات الدول لبسط نفوذه، فالصندوق لا يساعد الدول على تجاوز أزماتها بقدر ما يستثمرها لتحقيق مصالحه الخاصة.
مؤلف كتاب صندوق النقد الدولي
أرنست فولف: كاتب ألماني، وُلد عام 1950. درس في الجامعات الأمريكية، وعمل أستاذًا للفلسفة في جامعة بريتوريا (جنوب أفريقيا)، كما عمل صحفيًّا ومترجمًا.
اهتم بخصائص العلاقات المتبادلة بين الاقتصاد والسياسة، وركز منظوره على الأزمة المالية العائدة إلى عام 2008 وأزمة اليورو، كما اهتم بدور صندوق النقد الدولي في إدارة الأزمات.
من أهم كتبه ومؤلفاته:
صندوق النقد الدولي.
المسئولية السياسية لعالم معولم: بعد إنسانية ليفيناس.
التسونامي المالي: كيف يهددنا النظام المالي العالمي.