نشأة صندوق النقد الدولي

لقد فرضت أمريكا إرادتها على الوفود والبلدان التي شاركت في مؤتمر بريتون وودز، ومن ضمنها بريطانيا التي تقدمت بخطتها عبر رئيس وفدها الاقتصادي اللورد جون مينارد كينز (خطة كينز)، فرفضت الولايات المتحدة القيام بدور الممول الرئيسي الذي كانت الخطة تريد إسناده إليها، وأقرت بدلًا منها خطتها التي عرضها رئيس الوفد الأمريكي الاقتصادي هاري دكستر وايت (خطة وايت)، والتي أكدت ضرورة استحداث نظام نقدي عالمي جديد، يتمحور حول الدولار أولًا وأخيرًا.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

كما طالبت الخطة بضرورة تأسيس منظمات دولية مختلفة تكمن مهمتها في مراقبة عمل النظام النقدي الجديد والعمل على استقراره عن طريق منح القروض للبلدان التي تعاني مشكلات تمويلية، ومن هنا كانت نشأة البنك الدولي للإنشاء والتعمير والمعروف اختصارًا بالبنك الدولي وأيضًا نشأة صندوق النقد الدولي.

لقد ضمنت الولايات المتحدة قوة تصويتية تبلغ ضعف بريطانيا، حيث استحوذت على حصة الأسد في إسهامات الصندوق الذي بدأ عملياته برأس مال بلغ 8.8 مليار دولار أمريكي، موزعة بين الدول الأعضاء، التي تكونت إسهاماتها من 25% ذهب و75% بعملة البلد العضو، وبهذا لم تضمن أمريكا لنفسها قوة تصويتية تبلغ الضعف فحسب، بل ضمنت أيضًا استخدام حق النقض (الفيتو) للاعتراض على بعض قرارات الصندوق المستقبلية.

وركز الصندوق جهوده خلال هذه الحقبة، على تمكين الدولار الأمريكي من أن يكون العملة القيادية في العالم أجمع، وتذليل الطريق أمام المصارف والشركات الأمريكية، لكي تستثمر أموالها في جميع دول العالم، كما سعى إلى فرض وصايته على الدول المستقلة حديثًا، وذلك عن طريق منح هذه الدول القروض التي كانت في أمس الحاجة إليها، بعدما نهبت دول الاستعمار (الاستخراب) خيراتها ومقومات حياتها الاقتصادية.

يعدُّ صندوق النقد الدولي المؤسسة المركزية في النظام النقدي الدولي، أي نظام المدفوعات الدولية وأسعار صرف العملات الذي يسمح بإجراء المعاملات التجارية بين البلدان المختلفة، ويهدف الصندوق إلى منع وقوع الأزمات في النظام عن طريق تشجيع البلدان المختلفة على اعتماد سياسات اقتصادية سليمة.

يستعرض أرنست فولف في هذا الكتاب دور صندوق النقد الدولي في الأزمات العالمية، كما يرصد تطور سياسات الصندوق في مرحلة سبعينيات القرن الماضي وتبنيه قواعد النيوليبرالية (الليبرالية الحديثة) التي صاغتها مدرسة شيكاغو الاقتصادية، إذ مكنت هذه القواعد إدارة الصندوق من التدخل المباشر في سياسات الدول لبسط نفوذه، فالصندوق لا يساعد الدول على تجاوز أزماتها بقدر ما يستثمرها لتحقيق مصالحه الخاصة.

أرنست فولف: كاتب ألماني، وُلد عام 1950. درس في الجامعات الأمريكية، وعمل أستاذًا للفلسفة في جامعة بريتوريا (جنوب أفريقيا)، كما عمل صحفيًّا ومترجمًا.

اهتم بخصائص العلاقات المتبادلة بين الاقتصاد والسياسة، وركز منظوره على الأزمة المالية العائدة إلى عام 2008 وأزمة اليورو، كما اهتم بدور صندوق النقد الدولي في إدارة الأزمات.

من أهم كتبه ومؤلفاته:

صندوق النقد الدولي.

المسئولية السياسية لعالم معولم: بعد إنسانية ليفيناس.

التسونامي المالي: كيف يهددنا النظام المالي العالمي.