ما مراحل الحب؟
ما مراحل الحب؟
في البداية نظن جميعًا أن النشوة والسعادة التي نشعر بها عند مقابلة شخص ما ستدوم إلى الأبد، وتفاجئنا الأيام أن هذا الوهج يخفت تدريجيًّا، ونظن أن الحب في طور الاختفاء، وفي الحقيقة أن المواقف الصعبة التي نواجهها لم تأتِ إلا لتقوية مشاعرنا حتى ولو كانت بصورة غير واضحة.
وحتى نفهم الحب يجب أن نفهم مراحله، كيف بدأ وكيف سيستمر، وأولى مراحل الحب هي: “الجنون”، وفيه نرى الطرف الآخر في صورة ملائكية ونعجز أن نراه كما يراه الناس، وهي مرحلة السعادة الدائمة وخفقان القلب.
والمرحلة الثانية هي التي نحاول فيها إقناع أنفسنا أن هذا هو الشخص المناسب، وهو الشبيه لنا في كل شيء، ونحاول البحث عن أي شيء مشترك بيننا للشعور بالطمأنينة. أما في المرحلة الثالثة فيبدأ العقل في الظهور وتسمى مرحلة الاستبصار، إذ تجعلك مشاعرك ترى كل ما هو جميل، ويرد عقلك أن هناك الكثير من العيوب وأن الظروف غير مناسبة للمعيشة، وهنا إما ينتصر العقل أو القلب، لكن من المهم جدًّا أن يحدث هذا التوازن في الرؤية.
ثم تأتي مرحلة مهمة وهي مرحلة البيت الواحد، أي الزواج، وهنا تجد بعض الأشخاص في حالة صدمة من اكتشاف الطرف الآخر بصورة واقعية، وهؤلاء الأشخاص مأسورون في لذة البدايات، يتهرَّبون من المسؤولية بحثًا عن المشاعر الرومانسية التي كانوا يشعرونها، ويظن جميع الأطراف أن الحب قد انتهى وحلت مكانه المسؤوليات، ولكن هذا غير حقيقي، فقد تحول الحب إلى صورة أخرى فقط، صورة تدفعك إلى العمل والسعي من أجل شريك حياتك، ويمكننا أن نجزم أن هذه المرحلة هي التي يظهر بها الحب الحقيقي لأننا هنا نكون عرفنا الطرف الآخر حق المعرفة ورأينا عيوبه ومع ذلك تقبلناه لوجود رصيد من الحب، لذلك فكل ادعاءات الحب قبل المعاشرة كاذبة أو حالمة.
والنصيحة هنا ألا ندع أعباء الحياة ومسؤولياتها تشعرنا أن الحياة لم يعد فيها متسع للحب، وألا نسمح لأحد بأن يسلب منَّا حقنا في الاستمتاع وسط كل شيء، ونرفض أن يتهمنا أحد بأن هذا الوقت غير مناسب.
الفكرة من كتاب أسطورة الحب
في فترة وجود الإنسان الحجري القديم لم يكن الحب قد عُرِف بعد، وكان الكل يصارع من أجل البقاء فقط، والحياة بالنسبة للجميع هي صراع مع الوحوش من أجل قوت اليوم، فلا وجود للمشاعر ولا للمعاني الجميلة، كالوفاء والغيرة والصدق وغيرها، وعندما أدرك أحدهم معنى الحب أدرك أنه ما كان حيًّا قبله، وأنه وأخيرًا وجد معنًى لحياته، هناك من يفتقده عند غيابه، وهناك من يخاف عليه.
الحياة في وجود الحب أجبرت الإنسان أن ينأى بنفسه عن المخاطر والصراعات، وأن يلتفت إلى مفهوم الأسرة، وأن يصبح أكثر إنسانية وتحضرًا، وأن يرتقي خطوات على سلم التقدم الحضاري، ولو أن الإنسان لم يدرك هذه المعاني لعاش في صراعات وهمجية.
وفي هذا الكتاب يناقش الشاذلي معنى الحب والزواج من وجهة نظر الزوجة والزوج وكيفية التعامل معه والحفاظ عليه.
مؤلف كتاب أسطورة الحب
كريم الشاذلي: كاتب وإعلامي وباحث ومحاضر في مجال العلوم الإنسانية وتطوير الشخصية، استطاع في مدة قياسية أن يصل إلى أكثر من نصف مليون قارئ عربي من خلال 15 كتابًا مطبوعًا حاول من خلالها أن يعبِّر عن تطلُّعات جيل وجد نفسه في فترة عصيبة على العالم العربي والإسلامي.
تُرجِمَت كتبه إلى اللغات الإندونيسية والماليزية والكردية ولغة برايل للمكفوفين، وقد تقلَّد منصب مدير عام دار أجيال للنشر والتوزيع، وحصل على بكالوريوس الإعلام من جامعة القاهرة، وأعطى محاضرات في جميع جامعات مصر وحلَّ ضيفًا على كثير من البرامج التلفزيونية في الدول العربية.
من مؤلفاته: “امرأة من طراز خاص”، و”الإجابة الحب”، و”اصنع لنفسك ماركة”، و”جرعات من الحب”، و”أفكار صغيرة لحياة كبيرة”، و”إلى حبيبين”.