تحولات الإدارة: من المصلحة الخاصة إلى المسؤولية الاجتماعية والبيئية
تحولات الإدارة: من المصلحة الخاصة إلى المسؤولية الاجتماعية والبيئية
لقد شهدت ساحة العمل تزايد الاهتمام بالأرباح دون شيء آخر لا سيما مع الثورة الصناعية، إذ ساد مبدأ أنه عندما تعمل شركة لصالحها الخاص فقط فإنها بذلك تحقِّق مصلحة المجتمع ضمنًا، ولم يكن الإنسان أو العامل نفسه ضمن أولويات المديرين على الرغم من وجود محاولات وأصوات خرجت عن ذلك مع بداية القرن التاسع عشر مطالبةً بالاهتمام بالآلة البشرية العاملة وحياة العاملين وحقوقهم، ومن تلك الأصوات: روبرت أوين وغيره ممن دعوا إلى مراعاة جميع الأطراف في بيئة العمل، وأمام التغييرات البيئية والاجتماعية وانتشار الوعي؛ وجدت الشركات نفسها مُلزمة بالتحول عن مسار حرية الأعمال إلى المسؤولية الاجتماعية وأخلاقيات العمل؛ فظهرت “إدارة الوصاية” أواخر العشرينيات من القرن العشرين إلى بداية الستينيات فاهتمت بالمصلحة الخاصة ومصالح المساهمين معًا فكان الربح والأفراد على نفس درجة الأهمية، ثم جاءت “الإدارة النوعية” أواخر الستينيات والمستمرة إلى وقتنا الحاضر فجمعت بين المصلحة الخاصة المتزنة ومصالح المساهمين ومصلحة المجتمع في نفس الوقت، فاعتبرت الأفراد وكرامة العاملين أهم من الربح، كما ارتكزت على المشاركة المجتمعية والمحافظة على المجتمع.
ولما كانت المسؤولية الاجتماعية تمثل أعباءً إضافية على الشركات؛ اختلفت الآراء بين مناصر للمسؤولية الاجتماعية في الإدارة ومعارض لها، فيرى المؤيدون أنها تدعم توقعات الجمهور وتعزز من علاقة الشركة بالمجتمع فيتحقق الربح طويل الأمد ويرقى بالمجتمع وبيئة العمل، وأما المعارضون فيرونها تقلل من الإنتاجية وتقلص من دعم الجمهور لانقسامهم حول كل قضية اجتماعية كما ينتج عنها ارتفاع أسعار المنتجات تعويضًا عن تكلفة المشاركة الاجتماعية، ولا يختلف الحال عن ذلك فيما يتعلق بالمسؤولية البيئية والأعمال حيث تعاملت الشركات في تغليبها للمصلحة الخاصة مع البيئة “كمعطى مجاني” تستفيد من مواردها ثم تُلوِّثها دون اعتبار لتكلفة ذلك أو محدودية الموارد الطبيعية سعيًا وراء الربح الأعلى والمنافسة؛ فبدأت الكتابات الأكاديمية في السبعينيات تتناول سلبيات ذلك، ثم تصاعدت الأمور أكثر في الثمانينيات على يد الحركات البيئية إلى أن بلغت ما هي عليه الآن مع الحركة الخضراء البيئية المنادية بإعادة ترتيب أولويات الشركات ليكون الحفاظ على البيئة قبل كل شيء.
الفكرة من كتاب أخلاقيات الإدارة ومسؤولية الأعمال في شركات الأعمال
“الموظف رقيق القرن العشرين” جملة ساقها الأديب المصري عباس العقاد في حديثه عن استقالته من الوظيفة عام 1907م تدفعنا إلى التساؤل عما إذا كانت النظريات السائدة في الإدارة والأعمال حينذاك تجاهلت حقوق الموظف والعامل كإنسان لتكون الوظيفة كما يصفها العقاد “رقًّا” وعبودية؟ وإن كان الحال كذلك عصر العقاد فكيف كان في العصور السالفة وكيف هو الآن؟
يستعرض الكتاب مقدمة تاريخية عن أخلاقيات الإدارة والعمل وقضاياها المعاصرة وتطوُّراتها وأنسنتها كما يلمس تحوُّلاتها في القطاعات المهنية المختلفة مناقشًا تجارب الدول في الإدارة وانعكاساتها على أخلاقيات الإدارة.
مؤلف كتاب أخلاقيات الإدارة ومسؤولية الأعمال في شركات الأعمال
د. نجم عبود نجم: كاتب ومُحاضر بكلية الاقتصاد والعلوم الإدارية، ويهتم بالتأليف في مجال الإدارة والأعمال.
ومن أبرز مؤلفاته:
إدارة الابتكار.
إدارة الجودة الشاملة.
القيادة الإدارية في القرن الـ21.