مغالطة الصحبة!
مغالطة الصحبة!
تنقسم مغالطة الصحبة إلى نوعين: مغالطة الصحبة السيئة ومغالطة الصحبة الصالحة، أما مغالطة “الصحبة السيئة” فتنشأ نتيجة الهجوم على رأي الخصم، لأن هناك آخرين ممن يُصفون بالشر والفساد والغباء قد قالوا بهذا الرأي وتبنوه أيضًا، فإذا أخذت برأي وكان هناك آخرون ممن يعرفون بالشر أو الغباء أو الفساد قد أخذوا به، فأنت بلا شك شرير أو غبي أو فاسد مثل هؤلاء كونك أخذت بمثل رأيهم، وتلك عبارة عن مغالطة غير صورية، ومثال على ذلك: إذا كنتَ تدافع عن صورة معينة من صور “القتل الرحيم”، وأراد خصمك أن يدحض هذا الرأي الذي تقول به، فذكر أن “أدلف هتلر” كان يقول أيضًا بالقتل الرحيم، فهذا الخصم قد وقع في مغالطة الصحبة السيئة، حيث افترض أن أي شيء اعتقده هتلر وقال به هو خطأ أخلاقي واعتقاد خاطئ، فيوهمك بتعذر الدفاع عن رأيك.
ويميل الناس -كما يرى نايجل- إلى الوقوع في تلك المغالطة، لأن الاتفاق مع الأشرار ومَن تحتقرهم وتبغضهم هو أمر مزعج ومربك؛ فكون هتلر كان يقول بالقتل الرحيم لا يكفي لإبطال دعوى القائلين بالقتل الرحيم، حيث إن هتلر كان يعتقد أيضًا بأن (1+1=2)، فهل ستقول إنه اعتقاد خاطئ كون هتلر كان يعتقده؟! إن الأشرار والأغبياء والفاسدين لا يعتقدون الأفكار الخاطئة وحسب، بل يعتقدون إلى جانبها بجملة من المعتقدات الصحيحة، وهذا ما يتجاهله من يقع في تلك المغالطة؛ وعلى عكس مغالطة الصحبة السيئة، توجد مغالطة الصحبة الصالحة، حيث يقوم (س) بتصديق كل ما يقوله (ص) فقط لكونه يحترمه، ودون أن يقدم (ص) أي أدلة تدعم رأيه.
الفكرة من كتاب التفكير من الألف إلى الياء
يطرح هذا الكتاب آلية للتفكير النقدي في أثناء المناقشات والحوارات مع الآخرين، تلك الآلية التي تجنبنا الوقوع في مغالطات منطقية ينتهزها الغير للحد من أفكارنا عن طريق التهكم عليها، مظهرًا تهافتها كونها لا تستقيم مع التفكير الصحيح السليم، إلى جانب أنها تساعدنا على الكشف عن ألاعيب الآخرين الخفية في أثناء المناقشات، كأن يُلقي خصمك في طريقك “رنجة حمراء” بغرض تشتيت ذهنك، فيلهيك عن الهدف الأصلي إلى هدف آخر بُغية تضليلك؛ ويمكن تطبيق ما جاء في الكتاب من أساليب في جميع المجالات الحياتية والأكاديمية التي تتطلب حججًا وأدلة صحيحة لدعم النتائج.
مؤلف كتاب التفكير من الألف إلى الياء
نايجل واربرتون Nigel Warburton: فيلسوف بريطاني، حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة كامبريدج، وقد شغل منصب كبير المحاضرين في الجامعة المفتوحة بالمملكة المتحدة حتى عام 2013.
ألف العديد من الكتب الموجهة لغير المتخصصين، وقد تُرجم له إلى اللغة العربية عدة كتب، منها:
الفلسفة: الأسس.
مختصر تاريخ الفلسفة.
التفكير من الألف إلى الياء.