المحتويات
الشخصنة وعقلية الأبيض والأسود
تنشأ مغالطة الشخصنة من خلال قدح الطرف “أ” في حجة الطرف “ب” عن طريق الطعن في شخص “ب” وليس عن طريق تقديم الأدلة والبراهين التي تؤيد بطلان حجة الطرف “ب”، ومثال على ذلك: في حال كان “ب” طبيبًا يعاني السمنة المفرطة، ثم يقول هذا الطبيب: إن الرياضة عامل مهم جدًّا للحد من السمنة وزيادة الوزن؛ فنجد أن الطرف “أ” يطعن في صحة هذا الرأي عن طريق القول: إن الطبيب “ب” يعاني السمنة المفرطة وزيادة الوزن، فكيف إذن تكون الرياضة مفيدة في معالجة السمنة؟! فلو كان الأمر كذلك لفعله ذلك الطبيب؛ فنجد أن الطرف “أ” قد ارتكب مغالطة الشخصنة، حيث إن التزام الطبيب “ب” بمعايير الصحة وممارسة الرياضة من عدمه ليس له علاقة بصحة أو بطلان حجته القائلة إن الرياضة مفيدة في معالجة السمنة، بل كان على “أ” أن يترك شخص الطبيب “ب”، ويقدم الأدلة التي تثبت عدم صحة رأي الطبيب.
أما عقلية الأبيض والأسود فهي تلك العقلية التي تصنف جميع المواقف على أنها إما أبيض وإما أسود، متجاهلة أنه بين الأبيض والأسود توجد مجموعة من درجات الرمادي، حيث هناك دائمًا مجموعة مواقف تتوسط طرفي النقيض، والتفكير فيها بعقلية الأبيض والأسود عبارة عن تسطيح لا معنى له، وتستخدم تلك العقلية بغرض توريط الآخرين لدعم موقف معين تحت شعار “إما معنا وإما ضدنا”، متجاهلين أنه يمكن أن تكون محايدًا؛ وهذا لا يعني أن التفكير بطريقة الأبيض والأسود خطأ على الدوام، فهناك أمور لا مجال للاختيار فيها إلا بين الأبيض والأسود فقط.
الفكرة من كتاب التفكير من الألف إلى الياء
يطرح هذا الكتاب آلية للتفكير النقدي في أثناء المناقشات والحوارات مع الآخرين، تلك الآلية التي تجنبنا الوقوع في مغالطات منطقية ينتهزها الغير للحد من أفكارنا عن طريق التهكم عليها، مظهرًا تهافتها كونها لا تستقيم مع التفكير الصحيح السليم، إلى جانب أنها تساعدنا على الكشف عن ألاعيب الآخرين الخفية في أثناء المناقشات، كأن يُلقي خصمك في طريقك “رنجة حمراء” بغرض تشتيت ذهنك، فيلهيك عن الهدف الأصلي إلى هدف آخر بُغية تضليلك؛ ويمكن تطبيق ما جاء في الكتاب من أساليب في جميع المجالات الحياتية والأكاديمية التي تتطلب حججًا وأدلة صحيحة لدعم النتائج.
مؤلف كتاب التفكير من الألف إلى الياء
نايجل واربرتون Nigel Warburton: فيلسوف بريطاني، حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة كامبريدج، وقد شغل منصب كبير المحاضرين في الجامعة المفتوحة بالمملكة المتحدة حتى عام 2013.
ألف العديد من الكتب الموجهة لغير المتخصصين، وقد تُرجم له إلى اللغة العربية عدة كتب، منها:
الفلسفة: الأسس.
مختصر تاريخ الفلسفة.
التفكير من الألف إلى الياء.
الموضوع التالي
