التعاطف ورأب الصدع
التعاطف ورأب الصدع
تحدث في الحياة الزوجية تصدُّعات وفجوات من الزمن غالبًا ليس منها مهرب، ويتوقَّف أمر اتساعها أو تضخُّمها على شكل وكيفية معالجتها والتعامل معها.
ويعتبر التعاطف كلمة السر وجسر الجسور التي تمتد فوق هذه الهوَّات والتصدُّعات لتقريب المسافة بين الزوجين وبسط سجاد التقارب والتوافق بينهما، حيث يشير كثير من الأبحاث أن 90% من الصراعات الزوجية كان يمكن حلها بشكل أفضل لو نظر كل شريك إلى المشكلة بعين شريكه ومن منطلق وجهة نظره حيالها، إذ إن جوهر الحب الحقيقي في تفهُّم مواقف الشريك وتقبُّل آرائه ومحاولة وضع أنفسنا مكانه للإحساس أكثر بما يشعر به وما يرمي إليه، والمحكُّ الحقيقي في الحياة الزوجية هو في التعامل مع الشريك بالعقل والقلب لا أحدهما فقط؛ إلى جانب محاولات الانغماس فيه واحتوائه بتعاطف ورفق بعيدًا عن حالات الانفصام الزوجي التي يتعامل فيها الأزواج فيما بينهما، ومع مشكلاتهما كأن كل واحد منهما في جزيرة معزولة عن الآخر لا يشعر بما يشعر به ولا يخاف مما يخاف منه ولا يرجو ويتمنى ما يرجوه شريكه ويتمناه.
والتعاطف مرتبط بفطرة الإنسان، فالشعور بمعاناة الآخرين وضعفهم وقلة حيلتهم أو الإحساس بخوفهم وخجلهم أمور يمارسها الإنسان بالفطرة كل يوم؛ وهي بين الزوجين من باب واجب وأولى لأن الأنانية في هذه الحالة تزيد من التصدُّع وتضاعف من نسبة ارتكاب الأخطاء وتحوِّل الأزواج من اثنين اتفقا على تحمُّل أعباء الحياة معًا إلى أعداء استنفدا كل فرصهما للمصالحة والتسويات، ولو أنهما قرَّبا وجهات النظر وتلحَّفا برداء المغفرة والاحتواء لوجدا لمآزقهما مخرجًا بدلًا من الانسحاق في معارك وهمية ومعاداة فارغة لم تزد زرعهما إلا خسارة ووبالًا.
الفكرة من كتاب أحبك أكثر
ليس هناك حياة زوجية تخلو من المشكلات، والحياة بصفة عامة تعرِّضنا للأزمات التي تختبر علاقتنا الزوجية كل يوم، إذ يحمل مشروع الزواج على عاتقه حلم تحقيق الطمأنينة المشتركة والسعادة الجماعية ويطمح في تحقيق الشراكة وتحمل العبء والتفكير والتضحية من أجل الآخر.
وبما أن المشكلات والامتحانات اليومية واقع لا بد منه فإن هذا الكتاب يحاول تحويل هذه المشكلات إلى أرضية جديدة ومشتركة تسعى لتعميق العلاقة بين الزوجين وتقريب المسافات وسد الفجوات التي قد تحدثها رتابة الحياة وروتينها الممل فيما بينهما، أملًا في دفع كل زوج باتجاه الآخر ليعبِّر له عن محبته كل يوم بالفعل والقول والاحتواء رغمًا عن كل الأزمات والظروف أكثر وأكثر.
مؤلف كتاب أحبك أكثر
الدكتور “لايس باروت” وزوجته الدكتورة “ليزلي باروت” باحثان في مجالات تطوير العلاقات الزوجية وصاحب المؤلفات الأكثر مبيعًا، وقد حصل على الدكتوراه في علم النفس من جامعة نورث ويست، ومؤسس معهد باروت للعلاقات الصحية في جامعة أوليفيت نازاري.
أسس وهو وزوجته الدكتورة ليزلي باروت مركز تنمية العلاقات في جامعة سياتل باسيفيك، كما حصلا على عدد لا بأس به من الجوائز بعد إصدار كتابهما “أحبك أكثر”.