اجعل من المشكلات سببًا لازدهار زواجك
اجعل من المشكلات سببًا لازدهار زواجك
يبدأ معظم الأزواج حياتهم الزوجية بالتحليق فوق سحب أحلام اليقظة الوردية وقصور الهواء ومعادلات الوعود المستحيلة من أساطير الحب الدائم المتدفِّق كل يوم وليلة، وآمال السعادة منقطعة النظير وأوهام رومانسيات الروايات والأفلام؛ إلا أن هذه الأحلام سرعان ما ترتطم بمطبات الواقع فتتحطَّم.
لهذا ينبغي للزوج والزوجة أن يدركا حقيقة الحياة الزوجية بعيدًا عن تصوراتهما الحالمة عنها لأن الحياة الزوجية والمشاكل توأمان ولدا من رحم واحدة، والحب وحده -وعلى الرغم من كونه المحرك والدافع لأي علاقة- لا يكفي لضخِّ الحياة الزوجية بمقومات الاستمرار فضلًا عن تحقيق الاستقرار؛ غير أن الأزواج الذين يدخلون معترك الحياة الزوجية محمَّلين بكل هذه الأوهام والتصورات الخاطئة يتولَّد لديهم الكثير مما يمكن تسميته بالخرافات حول ماهية العلاقة الزوجية الصحية وبخاصةٍ عندما يتعلَّق الأمر بالمشكلات، حيث يعتقد كثير منهم أن كل شيء يمكن أن يتحسَّن مع الزمن، وهذا غير صحيح، فهناك كثير من المشكلات التي يمكن للزواج حلها نعم؛ لكن في المقابل هناك عدد لابأس به من الأزمات التي تولد مع الزواج ملازمةً إياه، والتعامل معها بهذه العقلية الواهمة الحالمة هو الذي يدفع بهذه المؤسسة إلى الهاوية لاحقًا.
وإن كان يبدو الأمر سيئًا بعض الشيء فإنه في الحقيقة يمكن الانطلاق من هذه المشكلات نفسها على أي حال لبناء علاقة زوجية قوية، وذلك يبدأ بتقبُّل فكرة وجودها مبكرًا، والتعامل على أنها مكون من مكونات الحياة الزوجية والابتعاد عن أسلوب التجاهل ودسِّ الرأس في التراب، والتحلِّي بالصبر والتأني، والتغلُّب على السلبيات من الطرفين بالتكيف، والتشارك في المواجهة، وتحمُّل نفس القدر من المسؤولية والعبء تجاه النتائج والآثار.
الفكرة من كتاب أحبك أكثر
ليس هناك حياة زوجية تخلو من المشكلات، والحياة بصفة عامة تعرِّضنا للأزمات التي تختبر علاقتنا الزوجية كل يوم، إذ يحمل مشروع الزواج على عاتقه حلم تحقيق الطمأنينة المشتركة والسعادة الجماعية ويطمح في تحقيق الشراكة وتحمل العبء والتفكير والتضحية من أجل الآخر.
وبما أن المشكلات والامتحانات اليومية واقع لا بد منه فإن هذا الكتاب يحاول تحويل هذه المشكلات إلى أرضية جديدة ومشتركة تسعى لتعميق العلاقة بين الزوجين وتقريب المسافات وسد الفجوات التي قد تحدثها رتابة الحياة وروتينها الممل فيما بينهما، أملًا في دفع كل زوج باتجاه الآخر ليعبِّر له عن محبته كل يوم بالفعل والقول والاحتواء رغمًا عن كل الأزمات والظروف أكثر وأكثر.
مؤلف كتاب أحبك أكثر
الدكتور “لايس باروت” وزوجته الدكتورة “ليزلي باروت” باحثان في مجالات تطوير العلاقات الزوجية وصاحب المؤلفات الأكثر مبيعًا، وقد حصل على الدكتوراه في علم النفس من جامعة نورث ويست، ومؤسس معهد باروت للعلاقات الصحية في جامعة أوليفيت نازاري.
أسس وهو وزوجته الدكتورة ليزلي باروت مركز تنمية العلاقات في جامعة سياتل باسيفيك، كما حصلا على عدد لا بأس به من الجوائز بعد إصدار كتابهما “أحبك أكثر”.