الحرية في الحب وآثار الغيرة
الحرية في الحب وآثار الغيرة
بالنظر إلى العبودية فإنها لا تقيِّد حرية العبد فقط، بل تقيِّد أيضًا من قوة السيد، فكما يقول هيجل إنه لكي يحصل السيد على خضوع تام من جانب العبد، وأن يقوم العبد بالتسليم المطلق بتفوُّق سيده، فإنه لكي يتحقق كل ذلك يجب أن تكون العبودية “ممنوحة بحرية”، فخضوع العبد بالإكراه لا يكون له قيمة أو معنى؛ وبناءً على ذلك فالحب إن لم يمنحه المُحب بحرية لمحبوبه فلا نستطيع أن نطلق عليه حبًّا حقيقيًّا، لانتفاء الحرية فيه.
فالإنسان عندما يمتلك شيئًا ما فإنه سوف يتلازم مع تلك المِلْكية الخوف من فقدانها، ويتولَّد حافز قوي للدفاع عنها، وهذا ما نراه من خلال الشعور “بالغيرة” بين المحبين، فالغيرة عند الكثيرين تعتبر الحارس الشخصي للحب؛ ويعتبرها البعض دليلًا وبرهانًا على رغبة المحب في المحبوب حتى لو نتج عنها بعض السلوكيات السيئة، فالغيرة في نظرهم تبرر تلك السلوكيات إذا كانت بدافع الحب، كما يجدونها أمرًا طبيعيًّا وفطريًّا إن صدر عن أيٍّ من الرجل أو المرأة تصرفات سيئة حيث تكون مبررة بدافع الغيرة الناتجة عن الحب، وعلى العكس من ذلك يعتبر البعض الآخر أن الغيرة سبب من أسباب انهيار علاقات الحب نتيجة الآثار العكسية المترتبة عليها، والتي تتجَّلى في سوء المزاج والعنف والعصبية ومراقبة أفعال المحبوب وتصرفاته والتحكم في انفعالاته وحسابه على كل شيء.
الفكرة من كتاب الحب مقدمة وجيزة
الحب هو ذلك الشعور الذي دفع الكثيرين نحو الجنون، ولأجله مات العديد من الناس، وبسببه قُتِلَ بعضهم؛ ربما غمرتك أيها القارئ سعادة الحب الغامرة، أو أصابتك سهامه المؤلمة مرة أو أكثر، فهو شعور يشعر به الجميع ويعتقدون أنهم يفهمونه، ولكن ما إن تسأل أحدهم عن مفهوم الحب؟ أو تسأل الشخص الذي يحبك: لماذا تحبني؟ وما دوافع حبك وأسبابه؟ فإنه يجيبك بتلعثم وبكلماتٍ لا تكاد تكون مفهومة أو موغلة في الخيال، وكأنه يتحسَّس موضع أقدامه في طريقٍ وعر؛ ومن هنا جاء هذا الكتاب في محاولة منه للوقوف على الحب الحقيقي والآخر الزائف، والبحث في دوافع الحب وأسبابه، فهل نحب حقًّا من أجل ما في المحبوب من محاسن الجمال ومكارم الأخلاق والخصال الحميدة، أم أنه متعلق بشخص المحبوب؟
مؤلف كتاب الحب مقدمة وجيزة
رونالد دي سوزا Ronald de Sousa، هو فيلسوف كندي، وأكاديمي يعمل في جامعة تورنتو الكندية، له العديد من الكتب، ترجم منها إلى اللغة العربية كتاب واحد هو الكتاب الذي بين أيدينا.