الآن فقط
الآن فقط
حياتنا الحالية ذات الحركة السريعة واللذة العاجلة أثرت في تطلُّعاتنا وطريقتنا في المعيشة، فأصبحنا لا نعطي اللحظة الحالية قدرها، بل ننظر إلى ما هو بعدها أو نندم على ما فاتنا قبلها، فلا نعيش الحاضر الحالي ونستمتع به ولا نحن نضمن أن نعيش المستقبل الذي نطمح إليه، فضيَّعنا هذا الحاضر من أيدينا وما بلغنا ذلك المستقبل بعد!
كان ابن عمر (رضي الله عنهما) يقول: “إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء…”، وهذه وصية ناجحة فعَّالة، فإعطاء الأوقات قدرها يجعلك تقدِّرين كل لحظة من حياتك وتستفيدين منها استفادةً تعود عليكِ بالنفع والمتعة، ولا يعني ذلك ألا تندمي على أخطاء الماضي بل ينبغي أن تحاولي تصحيحها، وتسعَي إلى مستقبل أفضل بالتخطيط له، ولكن يعني ألا تحبسي نفسك في لحظة معينة، بل عيشي يومك بتفاصيله، فكل يوم هو يوم جديد، فلا تحبسي نفسك في لحظة ماضية فيضيع عليكِ شعور اللحظة الحالية واستمتاعِك بها.
لماذا يشعر الناس بالغربة على الرغم من أنهم محاطون بمن يحبون وما يشتهون؟
لأن الزمان يمر عليهم تلو الزمان ولا يضيفون شيئًا جديدًا إلى يومهم، شعورًا جديدًا أو فعلًا جديدًا أو معلومة جديدة، فيمر اليوم ويأتي يوم جديد وهم على حالهم، ينتظرون شيئًا معينًا أن يحصل أو حدثًا كونيًا أو معجزة ما، وبالطبع فإن ذلك لن يحصل، وسيقعون في فخ الانتظار، انتظار الشهادة، انتظار الوظيفة، انتظار الزوج، انتظار الولد، حياتهم سلسلة من الانتظارات حتى إذا تعقَّدت وتأزمت أمورهم انتظروا الفرج والمعجزة، ولا يسعون إلى تغيير حالهم أو الاستمتاع بالنعم اليسيرة واللحظات السعيدة لأنهم تعوَّدوا على انتظار الأفضل، وما علموا أن جزءًا كبيرًا من الأفضل إنما يصنعونه هم بأنفسهم ولأنفسهم بتغيير نظرتهم وقناعتهم حول الحياة.
الفكرة من كتاب أناقة نفسية
“لا تنتظر الوقت المناسب تمامًا، فإنه لن يأتي أبدًا”.. نابليون بونابرت.
مجموعة من النصائح العامة التي تحسِّن حياة الفرد المسلم بشكل عام والأنثى بشكل خاص تهمس بها الكاتبة في أذن كل أنثى بلغة سهلة مبسطة وبعبارات ناصح أمين، وباقتسابات شخصية وقصص واقعية لفتيات في المرحلة الثانوية.
مؤلف كتاب أناقة نفسية
سمية عبدالكريم بكار، مهتمة بموضوعات الفتيات ومساعدتهن في إضافة لمسة جمالية إلى حياتهن فيما يخص الجوانب الفكرية، والصحية، والنفسية، والاجتماعية فخرجت بهذا المؤلف الذي جمعت فيه أفكارًا وقصصًا استقتها من تجارب نحو ٤٠٠٠ طالبة من طالبات المرحلة الثانوية في السعودية، في محاولة ليكون الكتاب مناسبًا لعمر الفتيات في تلك المرحلة المهمة جدًّا والخطيرة من حياتهن.