فلسطين تحت الانتداب البريطاني
فلسطين تحت الانتداب البريطاني
وقعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني في 1918 وعلى الفور أخذت بريطانيا في بسط سيطرتها على كامل الأراضي الفلسطينية وفرض شرعية سلطة الاحتلال الجديدة، وذلك عن طريق صك الانتداب، الذي صدر عن عصبة الأمم في 1921 ومنح بريطانيا حق إدارة فلسطين وكلفها بإنشاء وطن قومي لليهود على تلك الأراضي، ثم صدر عن البلاط الملكي دستور فلسطين، والذي يحدد مهام حكومة الانتداب وصلاحيات المندوب السامي البريطاني في فلسطين، وقد كفل الدستور للمندوب السامي حق التصرف المطلق في الأراضي الفلسطينية، وبهذا مثَّل صك الانتداب ودستور فلسطين الآليات السياسية المعبرة عن المشروع الاستعماري البريطاني- الصهيوني- الدولي.
وبدأ المناديب البريطانيون منذ بداية الانتداب في طرح منظومة قوانين بغرض فرض سيطرة الدولة التامة على الأراضي، فوضِعت قوانين للسيطرة على الأراضي المحلولة والأراضي الموات والغابات، ووضِعت قوانين لنزع الملكية، تُخوِّل للدولة الحق في انتزاع ملكية الأراضي بدافع المنفعة العامة (وهذه المنفعة تحددها الدولة بالطبع)، ولا يوضع أي اعتبار في نزع الملكية إلا لما يحدِّده المندوب السامي، ولأجل إتمام هذه السيطرة أقام الاحتلال شبكة طرق ومواصلات واسعة النطاق لتشمل كل أنحاء البلاد، وذلك حتى تستطيع مسح كل أراضي الدولة وتحديد ملكيتها وبسط سيطرتها على ما تشاء من تلك الأراضي، وبمقارنة بسيطة بين الأراضي التي كانت تخضع للدولة في فترة الحكم العثماني وكانت تسمى بالميري، والأراضي التي أصبحت خاضعة للدولة في عهد الاحتلال، نجد أنها تضاعفت ووصلت إلى نحو 60% من مساحة الأراضي الفلسطينية.
الفكرة من كتاب الجذور الاجتماعية للنكبة: فلسطين 1858-1948
يناقش هذا الكتاب واحدة من أهم القضايا المتعلقة بالمسألة الفلسطينية والتي روَّج لها على نحو متعمد ليخدم نظرة معينة إلى القضية الفلسطينية ويضلِّل أعين الشعوب عن الحقيقة، ألا وهي قضية الأرض وكيف سيطر اليهود على الأراضي الفلسطينية، ومدى صحة المقولة التي تم الترويج لها القائلة إن الفلسطينيين هم من باعوا أراضيهم لليهود!
ويعرض الدكتور أكرم حجازي التطورات التي لحقت بالأرض وسبل التعامل معها وطرق تفاعل المجتمع معها منذ العهد العثماني والتغيرات المهمة التي لحقتها بعد قانون الطابو، وكيف فتح الطريق أمام الرأسمالية الغربية واليهودية لتدخل فلسطين، وأخيرًا الدور الجوهري والرئيس للاحتلال البريطاني الذي مزَّق البناء الاجتماعي والاقتصادي وهيَّأ كل السبل الممكنة لتحقيق وعد بلفور ببناء وطن قومي لليهود في فلسطين.
مؤلف كتاب الجذور الاجتماعية للنكبة: فلسطين 1858-1948
د. أكرم حجازي: كاتبٌ وباحثُ، وأستاذٌ جامعي سابق، حاصل على إجازة في الصحافة وعلوم الاتصال، وحاصل على الدكتوراه من جامعة تونس الأولى في علم الاجتماع، وهو مؤسس ومدير موقع المراقب للدراسات والأبحاث الاجتماعية.
له مؤلفات أخرى هي: “دراسات في السلفية الجهادية”، و”مرابط النظام الدولي”.