بداية الاستيطان
بداية الاستيطان
بدأ الاستيطان اليهودي في العديد من الدول حول العالم ليست فلسطين إلا واحدة منها، ذلك أنه لم يكن قد تبيَّن لليهود بعد أية أرض ميعاد هي المقصودة، وكانت البداية في فلسطين تقع على عاتق رأس المال الفردي، وبحثًا عن الأمل والأمن بدأوا في توطين الجماعات اليهودية الدينية والأسر الهاربة من الاضطهاد الأوروبي الشرقي -بخاصة الروسي- في فلسطين، وكان هذا هو الحل للمسألة اليهودية التي أرَّقت أوروبا؛ أي الاستيطان، وذلك للتخلُّص من شرط الاندماج في قومية معينة حتى يُسمح لهم بالعيش داخل الدولة.
وبدأ أثرياء اليهود في تمويل عملية الاستيطان في فلسطين، وكان أبرز هؤلاء الممولين هو البارون روتشيلد، الذي موَّل وحده بناء 14 مستوطنة، ومن ثم أخذ اليهود في تكوين جمعيات وصناديق لجمع التبرعات من اليهود الأثرياء، لبناء المستوطنات ودعم عملية الاستيطان، من هذه الجمعيات والصناديق؛ جمعية الأيكا وصندوق الائتمان اليهودي- يكت والصندوق القومي اليهودي- كيرن كاييمت. وعلى مدى الفترة بين عامي 1856 و1918 بلغ مجموع مساحات الأراضي التي يملكها الرأسماليون اليهود والشركات الرأسمالية الصهيونية في فلسطين نحو 634 ألف دونم من جميع أنواع الأراضي الزراعية وغير الزراعية. أغلب عمليات الشراء هذه تمت برعاية وتسهيلات القناصل الأجانب والتجار المسيحيين كعائلة سرسق اللبنانية الشهيرة.
الفكرة من كتاب الجذور الاجتماعية للنكبة: فلسطين 1858-1948
يناقش هذا الكتاب واحدة من أهم القضايا المتعلقة بالمسألة الفلسطينية والتي روَّج لها على نحو متعمد ليخدم نظرة معينة إلى القضية الفلسطينية ويضلِّل أعين الشعوب عن الحقيقة، ألا وهي قضية الأرض وكيف سيطر اليهود على الأراضي الفلسطينية، ومدى صحة المقولة التي تم الترويج لها القائلة إن الفلسطينيين هم من باعوا أراضيهم لليهود!
ويعرض الدكتور أكرم حجازي التطورات التي لحقت بالأرض وسبل التعامل معها وطرق تفاعل المجتمع معها منذ العهد العثماني والتغيرات المهمة التي لحقتها بعد قانون الطابو، وكيف فتح الطريق أمام الرأسمالية الغربية واليهودية لتدخل فلسطين، وأخيرًا الدور الجوهري والرئيس للاحتلال البريطاني الذي مزَّق البناء الاجتماعي والاقتصادي وهيَّأ كل السبل الممكنة لتحقيق وعد بلفور ببناء وطن قومي لليهود في فلسطين.
مؤلف كتاب الجذور الاجتماعية للنكبة: فلسطين 1858-1948
د. أكرم حجازي: كاتبٌ وباحثُ، وأستاذٌ جامعي سابق، حاصل على إجازة في الصحافة وعلوم الاتصال، وحاصل على الدكتوراه من جامعة تونس الأولى في علم الاجتماع، وهو مؤسس ومدير موقع المراقب للدراسات والأبحاث الاجتماعية.
له مؤلفات أخرى هي: “دراسات في السلفية الجهادية”، و”مرابط النظام الدولي”.