مُنحنى نقطةِ التحول
مُنحنى نقطةِ التحول
صِيغَ مصطلحُ نقطةِ التحول، وتم استخدامُه في علم الاجتماع بواسطة “مورتون جرودزينز”؛ قياسًا على حقيقة أنه في الفيزياء، قد تؤدي إضافةُ كميةٍ صغيرة من الوزن إلى جسمٍ متوازن، إلى إسقاطه فجأة وبشكل كامل.
درس “جرودزينز” الأحياءَ الأمريكيةَ المُختلطة في أوائلِ ستينياتِ القرن السابق؛ واكتشف أنّ الأُسر ذاتَ البشرةِ البيضاء؛ تبقى في الحي؛ طالما أن عددَ الأُسرِ ذاتِ البشرةِ السوداءِ -مقارنةً بهم- صغيرٌ جدًا. ولكن عند نقطةٍ معينة؛ عند وصول عدد كبيرٍ جدًا من العائلات؛ ذاتِ البشرةِ السوداء؛ تخرجُ الأسرُ ذواتِ البشرة البيضاء المتبقية، بشكل جماعي، في عمليةٍ تُعرفُ باسمِ “الهروبُ الأبيض”؛ خالقًةً نُقطةَ تحوُّل.
امتدت عبارةُ نقطةِ التحول، أبعدَ من معناها الأصلي، وتم تطبيقُها في أي عمليةٍ يزيدُ المعدلُ فيها بشكل كبير، بعد تخطي نقطةٍ معينة. فقد تم تطبيق ذلك في العديدِ من المجالات بَدءًا من الاقتصاد وحتى البيئة البشرية؛ وصولاً إلى علم الأوبئة. ويمكن أيضًا مقارنتُها بتحول الحالة في الفيزياء، أو توزيعِ السكان في نظام بيئي غيرِ مُتوازن.
في هذا الكتاب، تم تطبيقُ المفهوم على القَبولِ الشعبي للتقنيّات الجديدة، فعندما تظهر تكنولوجياتٌ جديدة، يميلُ نُمُوها إلى اتِّباعِ نفس النَمَط. عند كلِ مُنعطَف، يحدثُ تغيير أساسي، وينشأ وباء.
الفكرة من كتاب نقطة التحول
أُسندت لمالكوم جلادويل مُهمةُ تغطيةِ وباءِ الإيدز، عندما كان يعملُ كمراسلٍ للواشنطن بوست، وفي عام 1982م، رأي كيف حدثت نقطةُ تحولٍ شنيعةٍ لوباء الإيدز، عندما خرج من كونه مرضًا يعاني منه أفرادٌ عددُهُم محدود، لكونه وباءً عالميًّا.
بعدها نشرَ جلادويل مقالًا أسماه “نقطة التحول”، قارَنَ فيه بين الظواهرِ الاجتماعيةِ والأوبئة، وقام بتحليلِ الأفكارِ التي ينتشرُ من خلالِهَا شيءٌ جديد؛ ليصل إلى الجميع.
فهو يرى أن الظواهرَ الاجتماعية تُشبِهُ الأمراض، يمكن للتغيُّراتِ الطفيفةِ في البيئة، أن تؤثرَ بقوةٍ على انتشارِها.
لو حلّلنا السُلوكَ الجماعيَّ للأفراد؛ سنجدُ ظواهرَ كثيرةً مُشابِهةً لما يمكنُنا أن نسميَه “الوباءُ الاجتماعي”، يتم فيها الإقبالُ غيرُ العادي على كُتبٍ مُعينة، أو أفلام أو برامج كسناب شات وإنستجرام وغيرها، فهي النقطةُ التي يصلُ فيها المُنحنى إلى ذُرْوَتِه، وعندها لا يُمكن لأي شيءٍ آخر منعُ تكاثرِ الفِكرة.
مؤلف كتاب نقطة التحول
مالكوم جلادويل هو صحفي إنجليزي/كندي، ومؤلف لعدد من الكتب، تصدرت جميعها قائمة نيويورك تايمز للكتب الأكثر مبيعًا.
كتبه ومقالاته غالبًا ما تتحدث عن التدخلات غير المتوقعة للبحوث العلمية، لا سيما في مجالات علوم الاجتماع والنفس والنفس الاجتماعي.