بل الله ورسوله
بل الله ورسوله
لما نزلت آية ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا﴾، أتى النبي (ﷺ) عائشة فقال لها: “إني أريد أن أعرض عليك أمرًا أحب ألا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك”، فقالت وما هو يا رسول الله؟ فتلا عليها الآية، قالت أفيك يا رسول الله أستشير أبويَّ؟ بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة، ولما مرض النبي مرض الموت أخبره نساؤه أن انظر حيث تحب أن تكون فنحن نأتيك، فقال النبي: “وكلكن على ذلك” قلن نعم، فانتقل إلى بيت عائشة (رضي الله عنها) فمات فيه.
أما خديجة (رضي الله عنها) فكانت نموذجًا للمساندة والدعم والتصديق، ولا أعظم من مشهد عودة النبي إليها بعد نزول الوحي عليه خائفًا يقول: زمِّلوني زمِّلوني، فزمَّلته حتى هدأ روعه، وأخبرها بما حدث فقال: “لقد خشيت على نفسي”، فقالت: “كلا والله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكَلَّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق”، ولم تكتفِ (رضي الله عنها) بمساندته بالكلام فقط، بل صحبته إلى ورقة بن نوفل ابن عمها، الذي أخبرهما أن هذا هو الناموس الذي نزل على موسى.
الفكرة من كتاب اللمسات الحانية في بيت النبوة
يقول الحبيب (ﷺ): “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”، وانطلاقًا من قوله (ﷺ) يأخذنا المؤلف إلى داخل بيت النبوة، لنرى كيف كان النبي مع أهله، زوجًا محبًّا، وأبًا عطوفًا، وجدًّا رحيمًا، إذ نحن في أمسِّ الحاجة إلى أن نستقي من ذلك البيت الطاهر ما يعيننا على صلاح بيوتنا، وقد امتلأت بيوت المسلمين بالشقاق والجفاء والمشقَّة، وما هكذا كان بيت النبي وقد تعاظمت فيه الهموم الثقال.
مؤلف كتاب اللمسات الحانية في بيت النبوة
عبد اللطيف بن هاجس الغامدي: داعية إسلامي سعودي، له العديد من النشاطات في مجال إصلاح ذات البين وإصلاح المشكلات الزوجية والأسرية، وهو مدير فرع لجنة العفو وإصلاح ذات البين بجدة، وله إنتاج غزير من المؤلفات والبرامج المرئية والمسموعة، كبرنامج “وصايا”، وبرنامج “أجمل قصة حب”، وبرنامج “رسول النبوة”.
ومن مؤلفاته:
لماذا تعفو؟
ومن الحب ما قتل.
الإحسان إلى الموتى.
إلى أين السفر؟