نبي وزوج
نبي وزوج
كان (ﷺ) يضع فمه موضع فم عائشة (رضي الله عنها) في المشرب والمأكل كما تخبرنا: “كنت أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي فيضع فاه على موضع فيَّ فيشرب”، وكان يضع رأسه في حجرها وهي حائض، وكان يُقبِّل نساءه وهو صائم وقائم للصلاة كما تروي عائشة (رضي الله عنها)، وكان يتزين لنسائه بملحفة مصبوغة بالزعفران، ويسرح لحيته ويتطيَّب، وكان يطيِّب فمه بالسواك عند دخوله البيت، وعند نومه واستيقاظه، ولا يفاجئ أهله حتى وإن كان عائدًا من غزوة حتى تتهيَّأ النساء، ويقول (صلوات الله وسلامه عليه) لصحابته: “أمهلوا حتى ندخل ليلًا كي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة”، ويحرص على ألا يكدر نومهن بصوت أو يوحشهن، ويجيب طلباتهن ما دامت في غير معصية، ويذكرهن بمحاسنهن في غيبتهن.
وكان يسعى في علاج زوجاته ورقيتهن ويحنو عليهن إذا مرضن، ويعينهن على العبادة ويشجعهن عليها، ولم يعب طعامًا قدمنه له قط، وكان يضع ركبته لزوجته لتصعد عليها لظهر البعير، ويبث لهن همه ويسامرهن من الليل إذا انتهى من صلاته، وكان يأخذ برأيهن ويشاورهن كما فعل في صلح الحديبية، لما أمر النبي الناس أن يقوموا فينحروا ويحلقوا فلم يقم منهم أحد، فلما شاور أم سلمة (رضي الله عنها)، أشارت عليه أن يخرج عليهم فينحر هديه، ويأمر حالقه فيحلق له دون أن يتحدث معهم بكلمة، فخرج النبي وفعل كما أشارت عليه، فلما رآه الناس قاموا فنحروا وحلقوا رؤوسهم.
الفكرة من كتاب اللمسات الحانية في بيت النبوة
يقول الحبيب (ﷺ): “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”، وانطلاقًا من قوله (ﷺ) يأخذنا المؤلف إلى داخل بيت النبوة، لنرى كيف كان النبي مع أهله، زوجًا محبًّا، وأبًا عطوفًا، وجدًّا رحيمًا، إذ نحن في أمسِّ الحاجة إلى أن نستقي من ذلك البيت الطاهر ما يعيننا على صلاح بيوتنا، وقد امتلأت بيوت المسلمين بالشقاق والجفاء والمشقَّة، وما هكذا كان بيت النبي وقد تعاظمت فيه الهموم الثقال.
مؤلف كتاب اللمسات الحانية في بيت النبوة
عبد اللطيف بن هاجس الغامدي: داعية إسلامي سعودي، له العديد من النشاطات في مجال إصلاح ذات البين وإصلاح المشكلات الزوجية والأسرية، وهو مدير فرع لجنة العفو وإصلاح ذات البين بجدة، وله إنتاج غزير من المؤلفات والبرامج المرئية والمسموعة، كبرنامج “وصايا”، وبرنامج “أجمل قصة حب”، وبرنامج “رسول النبوة”.
ومن مؤلفاته:
لماذا تعفو؟
ومن الحب ما قتل.
الإحسان إلى الموتى.
إلى أين السفر؟