تدليل وملاعبة
تدليل وملاعبة
كان (ﷺ) ينادي زوجاته بما فيه تدليلهن،كقوله لعائشة (رضي الله عنها): “يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام”، وتكنيته لها بأم عبد الله، وقوله لها يا حُميراء، تقول عائشة: “دَخَلَ الْحَبَشَةُ الْمَسْجِدَ يَلْعَبُونَ فَقَالَ لِي: يَا حُمَيْرَاءُ؛ أَتُحِبِّينَ أَنْ تَنْظُرِي إِلَيْهِمْ؟ فَقُلْتُ: “نَعَمْ، فَقَامَ بِالْبَابِ وَجِئْتُهُ فَوَضَعْتُ ذَقَنِي عَلَى عَاتِقَهُ فَأَسْنَدْتُ وَجْهِي إِلَى خَدِّهِ” قَالَتْ: “وَمِنْ قَوْلِهِمْ يَوْمَئِذٍ أَبَا الْقَاسِمِ طَيِّبًا” فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَسْبُكِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ لَا تَعْجَلْ، فَقَامَ لِي ثُمَّ قَالَ: حَسْبُكِ، فَقُلْتُ: “لَا تَعْجَلْ يَا رَسُولَ اللهِ” قَالَتْ: “وَمَا لِي حُبُّ النَّظَرِ إِلَيْهِمْ، وَلَكِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ يَبْلُغَ النِّسَاءَ مَقَامُهُ لِي وَمَكَانِي مِنْهُ”، فتأمَّل حلمه ورقته ودلالها عليه، خدها إلى خده، وتستزيده فيزيد، وما لها حاجة بالنظر ولكن ليعلم الناس حبه لها ومكانتها منه، ألا فإنا قد علمنا، وكان يسير مع عائشة يتحدث معها، ويسابقها فتقول: “سابقتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فسبقتُهُ، فلمَّا حملتُ اللحمَ سابقتُهُ فسبقني، فقال: هذهِ بتِلْكَ”، وكان (ﷺ) يشارك نساءه حديثهن وإن طال، وقد استمع (ﷺ) لعائشة وهي تقص عليه حديث إحدى عشرة امرأة يحدثن بأخبار أزواجهن، فما قاطعها ولا منعها.
وكان يلحظ من حديث نسائه معه متى يكُنَّ راضيات أو غاضبات، فيقول لعائشة: “إني لأعلم إذا كنتِ عني راضية وإذا كنت عليَّ غضبى، قالت فقلت من أين تعرف ذلك؟ فقال: أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد وإذا كنت عليَّ غضبى قلت لا ورب إبراهيم، قالت: قلت أجل والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك”، وكان يسترضيها إذا غضبت حتى حال بين عائشة وأبيها أبو بكر.
الفكرة من كتاب اللمسات الحانية في بيت النبوة
يقول الحبيب (ﷺ): “خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي”، وانطلاقًا من قوله (ﷺ) يأخذنا المؤلف إلى داخل بيت النبوة، لنرى كيف كان النبي مع أهله، زوجًا محبًّا، وأبًا عطوفًا، وجدًّا رحيمًا، إذ نحن في أمسِّ الحاجة إلى أن نستقي من ذلك البيت الطاهر ما يعيننا على صلاح بيوتنا، وقد امتلأت بيوت المسلمين بالشقاق والجفاء والمشقَّة، وما هكذا كان بيت النبي وقد تعاظمت فيه الهموم الثقال.
مؤلف كتاب اللمسات الحانية في بيت النبوة
عبد اللطيف بن هاجس الغامدي: داعية إسلامي سعودي، له العديد من النشاطات في مجال إصلاح ذات البين وإصلاح المشكلات الزوجية والأسرية، وهو مدير فرع لجنة العفو وإصلاح ذات البين بجدة، وله إنتاج غزير من المؤلفات والبرامج المرئية والمسموعة، كبرنامج “وصايا”، وبرنامج “أجمل قصة حب”، وبرنامج “رسول النبوة”.
ومن مؤلفاته:
لماذا تعفو؟
ومن الحب ما قتل.
الإحسان إلى الموتى.
إلى أين السفر؟