تحرير أنطاكية
تحرير أنطاكية
قال الله (عز وجل) للصادقين في سبيله: ﴿إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ﴾، شهد 14 من رمضان عام 666 هجريًّا فتحًا عظيمًا للمسلمين على يد بطل المسلمين وقائدهم “الظاهر بيبرس” حين فتح وأعاد أنطاكية إلى المسلمين، فظل هذا البطل يحارب التتار ومن بعدهم الصليبيين في كل أنحاء بلاد المسلمين مخلصًا البلاد من نهبهم وقتلهم، وقد احتلت أنطاكية حين علا قدر نصارى أوروبا فاستغلوا هذا وقاموا بالسطو على أراضي الشرق المسلمين، واستغل هذا الصليبيون واحتلوا أنطاكية في 491 هجريًّا، ووقعت المدينة تحت سطوتهم بعد قتال كبير، ودافع المسلمون عن أرضهم بدمائهم، وسُميت هذه الإمارة بـ(الرَّها) أو (أنطاكية)، فنادى المسلمون حُكام الدول الإسلامية أن يتحدوا ليعيدوا أرض أنطاكية فوافقوا وأرسلوا جيشًا منيعًا لمحاصرة الصليبيين، فأراد أحد القساوسة أن يشدَّ من همة الصليبيين، فأخبرهم بأن الحربة التي طُعن بها السيد المسيح مدفونة في أراضي أنطاكية ليبحثوا عنها، فوجدوها بالفعل وعلت همتهم فقاتلوا المسلمين بوحشية وكسروا الحصار من حولهم ورسخت أيديهم مرة أخرى على أنطاكية.
ومن بعد هذا اليوم ظلت أنطاكية لما يُقارب من قرنين تحت سطوة الصليبيين، وما حولها من بلاد الشام وحلب وبيت المقدس يسر لهم الوصول إليها، حتى يوم أتى يوم 14 من رمضان على يد البطل الملك الظاهر بيبرس الذي عزَّز من جيشه وقوته وفتح الكثير من البلاد منها يافا والجولان وصافيتا وطبرية وصفد وعكار والقُصير وغيرها، فقطع دبر التتار والصليبيين، وجمع جنودًا من مصر والموصل والحجاز وكل مكان، وأتى بالمجانيق من دمشق فدبَّ الرعب في حكام الصليبين وأرسلوا إليه متوسلينه بالهدنة فوافقهم واستفرد بعدوه في أنطاكية وهزمهم شر هزيمة وأعاد البلاد وأنزل الرايات الصليبية وأعاد المآذن ورُفعت رايات الإسلام، وذكر المؤرخون عدد أسرى وقتلى الصليبيين الذي قارب الأربعين ألفًا فكان فتحًا ونصرًا عظيمًا على المسلمين.
الفكرة من كتاب حدث في رمضان
لله نفحات في أيامه وأُمِرنا كمسلمين أن نسأل الله فيها القبول والأعمال الصالحة، ومن أجلِّ أيامِ الله على المسلمين شهر رمضان، فهو شهر المُعجزة التي حلَّت على البشرية حين أُنزل وحي الله (القرآن) على خير خلق الله سيدنا ونبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وهو شهر القرآن كما قال الله (عز وجل): ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَاسِ وَبَيِنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾، فشهر رمضان شهد أحداثًا عديدة من نزول القرآن وفتوحات للمسلمين وبركات، فلياليه شاهدة على نبي الله وصُحبته وعلى تاريخ عظيم للمسلمين من وقت نزول الوحي حتى وفاة النبي وبعده، والكاتب هنا (رحمه الله) في كتابه يأخذنا برحلة تاريخية شائقة حول أهم أحداث دارت في شهر رمضان المبارك لنعايشها بعقولنا وقلوبنا.
مؤلف كتاب حدث في رمضان
عبد الرحمن رأفت الباشا: أديب سوري تخرَّج في أقدم مدرسة شرعية رسمية في سوريا، وتلقَّى دراسته الجامعية في القاهرة؛ حيث نال الشهادة العالية لكلية أصول الدين في الأزهر، وشهادة الليسانس أيضًا في الأدب العربي من كلية الآداب، ثم درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة القاهرة، وتُوفِّي في إسطنبول عام 1986م.
وله عدة مؤلفات مهمة منها: “صور من حياة الصحابة”، و”صور من حياة التابعين”، و”العدوان على العربية عدوان على الإسلام”، و”لغة المستقبل”، و”صور من حياة الصحابيات”.