أصنام العرب
أصنام العرب
بدأت الأصنام حين كثُر نسل سيدنا إسماعيل بن إبراهيم وتوزَّع في البلاد، وكانوا يسافرون للتجارة وطلب الرزق، وكلما سافر أحدهم أخذ حجرًا من حجر الكعبة تبركًا ليطوفوا حوله، وتتابعت الأجيال على هذا الأمر حتى آل بهم إلى عبادة الأحجار دون الله ثم أتت الأصنام وأدخلها عمرو بن ربيعة إلى مكة، وهو سيد من سادة العرب، وكان حاجبًا للكعبة، وكان قد مرض مرضًا شديدًا فأتى بدواء له من الشام وحين شُفي وجدهم يعبدون الأصنام فسألهم عن ماهيتها وأتى بها إلى مكة ووضعها حول الكعبة ليطوف حولها الناس عبادةً.
وكانت أقدم الأصنام مناة ثم اللات ثم بنوا بعدها العُزَّى وهي أعظم الأصنام عند قريش، وسموا هذه الأصنام بأنهن بنات الله سبحانه (جلَّ وعلا)، وكانوا يطوفون بالكعبة متضرِّعين بأسمائها “اللات والعُزَّى، ومناة الثالثة الأخرى”، أما داخل الكعبة فكان لديهم صنم أعظم يعظمونه آخر يُدعى “هُبل”، وكان من عقيق أحمر على هيئة إنسان وكُسرت يده اليُمنى فجعلوا له يدًا من ذهب، وكان في كل دار في مكة صنم يصنعونه بأنفسهم يعبدونه من دون الله، لكن حين نزل النبي بالتوحيد في قومه أمر بهدم الأصنام وعلى رأسها هُبل في العشرين من رمضان، وفي الرابع والعشرين أرسل النبي سعد بن الأشهلي لهدم مناة، في الخامس والعشرين من رمضان هدم سيدنا خالد بن الوليد العُزَّى فأرسل سيدنا خالد إلى النبي وقال: “الحمد لله الذي أكرمنا بك وأنقذنا من الهلكة، ولقد كنت أرى أبي يأتي العُزَّى وهو يحمل إليها خير ماله من الإبل والغنم فيذبحها للعزى ثم يقيم عندها ثلاثًا ثم ينصرف إلينا مسرورًا، فنظرت إلى ما مات عليه أبي، وذلك الرأي الذي كان يعاش في فضله كيف خُدع حتى صار يذبح لما لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع”، فأجابه النبي (صلى الله عليه وسلم) “إن هذا الأمر إلى الله فمن يسَّره للهدى تيسَّر ومن يُسِّر للضلالة كان فيها”.
الفكرة من كتاب حدث في رمضان
لله نفحات في أيامه وأُمِرنا كمسلمين أن نسأل الله فيها القبول والأعمال الصالحة، ومن أجلِّ أيامِ الله على المسلمين شهر رمضان، فهو شهر المُعجزة التي حلَّت على البشرية حين أُنزل وحي الله (القرآن) على خير خلق الله سيدنا ونبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وهو شهر القرآن كما قال الله (عز وجل): ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَاسِ وَبَيِنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾، فشهر رمضان شهد أحداثًا عديدة من نزول القرآن وفتوحات للمسلمين وبركات، فلياليه شاهدة على نبي الله وصُحبته وعلى تاريخ عظيم للمسلمين من وقت نزول الوحي حتى وفاة النبي وبعده، والكاتب هنا (رحمه الله) في كتابه يأخذنا برحلة تاريخية شائقة حول أهم أحداث دارت في شهر رمضان المبارك لنعايشها بعقولنا وقلوبنا.
مؤلف كتاب حدث في رمضان
عبد الرحمن رأفت الباشا: أديب سوري تخرَّج في أقدم مدرسة شرعية رسمية في سوريا، وتلقَّى دراسته الجامعية في القاهرة؛ حيث نال الشهادة العالية لكلية أصول الدين في الأزهر، وشهادة الليسانس أيضًا في الأدب العربي من كلية الآداب، ثم درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة القاهرة، وتُوفِّي في إسطنبول عام 1986م.
وله عدة مؤلفات مهمة منها: “صور من حياة الصحابة”، و”صور من حياة التابعين”، و”العدوان على العربية عدوان على الإسلام”، و”لغة المستقبل”، و”صور من حياة الصحابيات”.