مؤتمر الشورى
مؤتمر الشورى
عقد الرسول (صلى الله عليه وسلم) أكبر مؤتمر شورى في تاريخ المسلمين في شهر رمضان بالسنة الثانية للهجرة، ففي هذا العام كان قد خرج أبو سفيان بن حرب في تجارة من مكة إلى الشام وقاطعه مائتا مقاتل من أصحاب النبي لكن أبو سفيان تمكن من الهرب إلى الشام، فظل المسلمون يراقبونه حتى تيقنوا من عودته ومعه ألف بعير فوجدوا أنها فرصة كبيرة لهم ويضربون أيضًا ضربة اقتصادية عظيمة لأهل الكفر من قريش، فنادى فيهم رسول الله نداء استحسان وترغيب ليخرجوا فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “هذه عير قريش، فيها أموالهم، فاخرجوا إليها لعلَّ الله ينفلكموها”، أي: يجعلها غنيمة لكم، وكان الجيش الذي خرج مع النبي يُقدر بثلاثمائةٍ وسبعة عشر رجلًا من أصحابه، وتخلف عنه من تخلف ولم يكن بحاجة إلى رجال كثر لأنه فقط خرج لأخذ عير قريش، وتعاقب الرسول على بعير مرثد بن أبي مرثد هو وعلي بن أبي طالب ومرثد، فعرف أبو سفيان وطلب العون من قبائل قريش مناديًا فيهم أن أموالكم معي لينجدوه، فخرجت قبائل قريش لمواجهة المسلمين تضمُّ زعماء قريش وكبار محاربيها.
ولما تأكد أبو سفيان من أن هناك رجلين قريبين من بدر يريحان ناقتهما عدل مسار قافلته مبتعدًا عن طريق الخطر عن رسول الله وأصحابه، فأرسل إلى قريش أنه نجا بالقافلة، ونصحهما بألا يُقابلا جيش المسلمين، لكن أبا جهل رفض وصمَّم أن يواجه المسلمين، فعرف رسول الله أن القافلة نجت وجيش قريش سيأتي إلى بدر لمقاتلتهم، فعاد النبي إلى أصحابه وفي منتصف رمضان عُقد مؤتمر الشورى في وادي ذفران، وكان أول المتحدثين أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب، فعلم المسلمون أن النبي يرغب في هذا اللقاء، فأطاعوا النبي وساروا في معية الله ودارت الحرب بين الجيشين وانتصر المسلمون وقُتل عدو الله ورسوله (أبو جهل)، فوعد الله حق كما قال: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.
الفكرة من كتاب حدث في رمضان
لله نفحات في أيامه وأُمِرنا كمسلمين أن نسأل الله فيها القبول والأعمال الصالحة، ومن أجلِّ أيامِ الله على المسلمين شهر رمضان، فهو شهر المُعجزة التي حلَّت على البشرية حين أُنزل وحي الله (القرآن) على خير خلق الله سيدنا ونبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وهو شهر القرآن كما قال الله (عز وجل): ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَاسِ وَبَيِنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾، فشهر رمضان شهد أحداثًا عديدة من نزول القرآن وفتوحات للمسلمين وبركات، فلياليه شاهدة على نبي الله وصُحبته وعلى تاريخ عظيم للمسلمين من وقت نزول الوحي حتى وفاة النبي وبعده، والكاتب هنا (رحمه الله) في كتابه يأخذنا برحلة تاريخية شائقة حول أهم أحداث دارت في شهر رمضان المبارك لنعايشها بعقولنا وقلوبنا.
مؤلف كتاب حدث في رمضان
عبد الرحمن رأفت الباشا: أديب سوري تخرَّج في أقدم مدرسة شرعية رسمية في سوريا، وتلقَّى دراسته الجامعية في القاهرة؛ حيث نال الشهادة العالية لكلية أصول الدين في الأزهر، وشهادة الليسانس أيضًا في الأدب العربي من كلية الآداب، ثم درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة القاهرة، وتُوفِّي في إسطنبول عام 1986م.
وله عدة مؤلفات مهمة منها: “صور من حياة الصحابة”، و”صور من حياة التابعين”، و”العدوان على العربية عدوان على الإسلام”، و”لغة المستقبل”، و”صور من حياة الصحابيات”.