كيف تؤثر في الآخرين؟
كيف تؤثر في الآخرين؟
التأثير هو إحداث تغيير في الآخرين سواء في حالتهم النفسية أو في قناعتهم وأفكارهم، أو حتى في حياتهم كلها، وهو ما يثبت أن وجودنا على الأرض كان ذا قيمة، وليس من شروط التأثير أن تصبح مشهورًا، بل يمكنك أن تُحدث تأثيرًا عظيمًا في الناس دون أن يتذكَّرك أحد، لكن الله يعرف قدرك، وللتأثير قواعد، فعليك دراسة من أمامك حتى تعرف منهجه وخلفيته الفكرية والثقافية وطريقة كلامه وتجعله يتفاعل معك، بأسلوب من التحبيب والتقريب وليس التنفير.
ومما يجعلك عظيمًا ومؤثرًا أن تحسم الصراعات حسمًا إيجابيًّا بمعنى ألا تتهرَّب، وأن تجتنب الخلافات بأسلوب وقائي، وإذا حدثت بالفعل يتعامل معها بحكمة دون أن يترك في صدر أحدهم ما يؤلمه، ويأخذ مبادراتٍ ودية ويقدِّم بعض التنازلات من أجل المصلحة العامة، وهذا يجعله كبيرًا في أعين الجميع، ثم عليك أن تكون قائدًا ليس بالمعنى الوظيفي فقط، ولكن أن تتحلَّى بصفاته حتى لو لم تكن رئيسًا لأي مكان، ولكن يمكنك أن تجعل الناس تلتفُّ حولك لا أن تقف أمامهم، وأن تكون مستعدًّا في الأزمات، وأخيرًا عليك أن تتحلَّى بالمرونة اللازمة لإحداث تغييرات في المكان الذي توجد فيه، تغيير أي شيء سيئ، أو حتى التطوير والإبداع في الشيء الجيد، وستجد أن البعض من محبي السكون يهاجمونك أو حتى يخربون العمل، لكنك يجب أن تتعامل معهم بحكمة وتُحدث فيهم تغييرًا وتوليهم مسؤولية إحداث التغيير وتضمن لهم حفظ مكانتهم بتشجيعك إياهم، وابتعد عن المواجهة الحادة معهم لأنهم قد يكونون مضطربين وقلقين من أي تغيير، فحاول أن تطمئن قلقهم، وهكذا تكسب الناس بدلًا من أن تشعل العداوات، وهذا يساعد على بناء الجسور بينكم وتدعيم العلاقات.
الفكرة من كتاب كيف تصبح عظيمًا؟
قبل سؤال كيف تصبح عظيمًا؟ الأهم هو ما معنى العظمة؟ هل تقتصر على أن تُحدِث تغييرًا كبيرًا في الحياة؟ هل الشعارات التي تناديك أن تترك أثرًا في الحياة قبل أن تتركها، شعارات تنفعك أم تضرك؟ وما ذنب من خلقهم الله بقدرات متواضعة؟ هل سيفقدون جانب التميز؟ فالرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول: “ألا أخبركم بأهل الجنة؟ قالوا بلى، قال: كل ضعيف متضعِّف، لو أقسم على الله لأبرَّه”،
وهذا ليس تقليلًا من شأن المتميزين، ولكنه تعظيم من شأن الضعيف، والحقيقة أن أكثرنا من الضعفاء لله، وقليل منا أعطاهم الله مميزات لينفعوا بها البشر.
وهذا الكتاب يعطينا أضواءً بسيطة للطريقة التي نكسب بها الحياة، ويكون كلٌّ منا عظيمًا بما أعطاه الله من مميزات، فيتحدث عن طريقة مواجهة الحياة، وكيفية فهم الناس، وكيف نحصل على مفاتيح النجاح.
مؤلف كتاب كيف تصبح عظيمًا؟
عادل صادق عبدالله عامر، هو طبيب نفسي مصري ولد في التاسع من أكتوبر 1943، حصل على دكتوراه في الأمراض العصبية والنفسية، وحصل على زمالة الكلية الملكية بلندن، وزمالة الجمعية الأمريكية للطب النفسي، شغل منصب الأمين العام لاتحاد الأطباء النفسيين العرب، رأس تحرير مجلة الجديد في الطب النفسي، وكتب العديد من المقالات لصحيفة الأهرام.
وتوفي في 14 سبتمبر 2004، عن عمر يناهز الستين، بعد أن ترك لنا إرثًا من روائع كتاباته، فله أربعة كتب باللغة الإنجليزية، وثلاثين كتابًا باللغة العربية، منها: “العشق”، و”كيف تصبح عظيما؟”، و”الغيرة والخيانة”، و”متاعب الزواج”، و”كيف تنجح في الحياة؟”، و”الألم النفسي والألم العضوي”، و”الطلاق ليس حلًّا”، و”مباريات سيكولوجية”، و”أزواج وزوجات أمام الطبيب النفسي”.