هو وهي!
هو وهي!
بعد معرفة الغرض من الحياة، نتجه إلى الأصل فيها؛ الذكر والأنثى، فالحياة كلها بدأت بهما، ولا يستطيع أيٌّ منهم أن يشعر بالحياة دون الطرف الآخر، فوجود الشريك يؤنسنا ويضيف إلى الحياة معنًى جميلًا، ولأن العلاقة التي بينهما علاقة فريدة لا يصح لأحد أن يتدخل بينهما، ومن هنا بدأت مشكلة الغيرة، وهي شعور بالخوف يهدِّد الإنسان بفقدان من يحبُّه، وبعض الغيرة شعور فطري، لكن الزيادة عنها أمر مؤذٍ كأن يقلِّل الإنسان من قيمة نفسه بالمقارنات مع الطرف الثالث، ويتمنَّى لو ينتهي الطرف الثالث من الوجود، والحقيقة أن القليل من الغيرة يدفع الإنسان أن يغيِّر من نفسه إلى الأفضل، أي أنها غيرة صحية، أما الكثير منها فيدفع إلى الغضب والكراهية، وقد يدفع إلى إيذاء الآخرين، لذلك تصبح صفة سيئة يجب التخلُّص منها.
الإنسان السوي يدرك أنه مهما جاهد نفسه ليكون كاملًا لن يستطيع، وقبول هذه الحقيقة هو أساس الثقة بالنفس، ولو لم يرَ الإنسان هذا التوازن بين الضعف والقوة لحدث خلل في علاقته بالآخرين، لذلك كان الحل في الغيرة هو أن يواجه الإنسان نفسه ويزيد من ثقته.
أما إذا زاد الخلل بداخلنا فسوف نكتسب صفة سيئة أخرى وهي الشك، وقد نكتسبها منذ الطفولة بسبب التربية أو التعرُّض لمواقف سيئة كثيرة، والشك هو توقُّع أن كل الناس أشرار، وبالتالي كل ما سيصدر منهم سيؤذينا أو يجرحنا، وهذا تفكير غير سوي، وبالطبع هذا الشخص يصعب امتلاكه للأصدقاء أو للحب، وحتى لو ارتبط فسيجعل العلاقة جحيمًا، فهو يمحو معنى الحب الحقيقي الذي يعني إدراك الآخر لخيره وطمأنيتنه هو من ناحيته، وليس الاعتقاد بأنه شخص سيئ، وعلاج هذا الشخص المريض يجب أن يكون بالأدوية التي تصلح خلل عقله، مع العلاج النفسي.
الفكرة من كتاب كيف تصبح عظيمًا؟
قبل سؤال كيف تصبح عظيمًا؟ الأهم هو ما معنى العظمة؟ هل تقتصر على أن تُحدِث تغييرًا كبيرًا في الحياة؟ هل الشعارات التي تناديك أن تترك أثرًا في الحياة قبل أن تتركها، شعارات تنفعك أم تضرك؟ وما ذنب من خلقهم الله بقدرات متواضعة؟ هل سيفقدون جانب التميز؟ فالرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول: “ألا أخبركم بأهل الجنة؟ قالوا بلى، قال: كل ضعيف متضعِّف، لو أقسم على الله لأبرَّه”،
وهذا ليس تقليلًا من شأن المتميزين، ولكنه تعظيم من شأن الضعيف، والحقيقة أن أكثرنا من الضعفاء لله، وقليل منا أعطاهم الله مميزات لينفعوا بها البشر.
وهذا الكتاب يعطينا أضواءً بسيطة للطريقة التي نكسب بها الحياة، ويكون كلٌّ منا عظيمًا بما أعطاه الله من مميزات، فيتحدث عن طريقة مواجهة الحياة، وكيفية فهم الناس، وكيف نحصل على مفاتيح النجاح.
مؤلف كتاب كيف تصبح عظيمًا؟
عادل صادق عبدالله عامر، هو طبيب نفسي مصري ولد في التاسع من أكتوبر 1943، حصل على دكتوراه في الأمراض العصبية والنفسية، وحصل على زمالة الكلية الملكية بلندن، وزمالة الجمعية الأمريكية للطب النفسي، شغل منصب الأمين العام لاتحاد الأطباء النفسيين العرب، رأس تحرير مجلة الجديد في الطب النفسي، وكتب العديد من المقالات لصحيفة الأهرام.
وتوفي في 14 سبتمبر 2004، عن عمر يناهز الستين، بعد أن ترك لنا إرثًا من روائع كتاباته، فله أربعة كتب باللغة الإنجليزية، وثلاثين كتابًا باللغة العربية، منها: “العشق”، و”كيف تصبح عظيما؟”، و”الغيرة والخيانة”، و”متاعب الزواج”، و”كيف تنجح في الحياة؟”، و”الألم النفسي والألم العضوي”، و”الطلاق ليس حلًّا”، و”مباريات سيكولوجية”، و”أزواج وزوجات أمام الطبيب النفسي”.