تحديد المعالي والتسلُّح بالعلم
تحديد المعالي والتسلُّح بالعلم
من أجل العمل لبقاء الأثر بعد الموت لا بدَّ من تحديد هدف عظيم يعمل المرء من أجله، وهذا هو الركن الثالث من الأركان اللازمة لإبقاء الأثر، وإحدى الطرق الناجعة في هذا الأمر أن ينظر المرء في إمكانياته وملكاته ومواهبه التي منَّ الله (عز وجل) عليه بها فليعرفها، ثم لينظر حوله في الثغرات التي لا تجد من يسدُّها وفروض الكفايات التي تبحث عمَّن يقيمها، ثم ليختر منها ما تميل إليه نفسه وتعينه عليها مواهبه وقدراته، وليبدأ بمحيطه وبيئته أولًا، وليراعي أحوال زمانه، ثم ليعزم أن يكون هذا الثغر هو هدفه في الحياة الذي سيسخِّر له قدراته، ويبذل أقصى وسعه ويعمل ليلًا نهارًا للوصول إليه، ليكون أثرًا خالدًا وعملًا مخلَّدًا له بعد رحيله عن الدنيا، فهناك شخصيات ذات أثر جليل كالبطل المجاهد صلاح الدين الأيوبي والشيخ أحمد ياسين.
الركن الرابع والأخير لتكتمل معالم الشخصية باقية الذكر هو العلم والثقافة، والمقصود هنا بكلٍّ من العلوم والثقافة هو ما يحتاج إليه الشخص في المجال الذي يبذل فيه، ويعيب الكاتب على بعض المتصدِّرين للدعوة في العصر الحالي وهو لا يمتلك الحد الأدنى من الثقافة، إسلامية كانت أم إنسانية، بل ربما يعجز أن يتحدث بكلام جيد مقنع مرتب عن الإسلام وشعائره وشرائعه، فلا يرجى من مثل هذا أن يحصِّل الأثر الطيب، وإن كان صاحب مجهود وفير وبذل واسع، فستظل أعماله مبتورة غير مكتملة.
إذن فهي أركان أربعة: حسن الصلة بالله، وصفات نفسية حسنة، وتحديد دقيق لهدف يبقى أثره، وعلم وثقافة كزاد للمرء في طريقه، هذه أركان لازمة لمن أراد أن يبقى أثره!
الفكرة من كتاب أثر المرء في دنياه
يعيش البشر أعمارًا متفاوتة ثم يغادرون الدنيا، ولو سألت: فلان مات فما الأثر الذي خلَّفه من بعده؟ فغالبًا لن تجد أي أثر، عاشوا وماتوا ولم يشعر بهم أحد، ومن هنا أتت فكرة هذا الكتاب، حيث يتناول المؤلف في كتابه قضية الأعمال التي يتركها الإنسان في الدنيا بعد موته، وكيفية الوصول إلى ذلك، والعقبات التي يواجهها المرء من أجل أن يعمل عملًا لا يُدفن معه في قبره، بل يبقى في الدنيا ليُخلِّد ذكراه في دنيا الناس.
مؤلف كتاب أثر المرء في دنياه
محمد موسى الشريف: كاتب وداعية سعودي، عمل قائدًا طيارًا في الخطوط الجوية السعودية، حصل على الدكتوراه في الكتاب والسنة من جامعة أم القرى، وتاريخه حافل بالكثير من الإنجازات المقروءة والمسموعة.
من أبرز مؤلفاته:
عجز الثقات.
الطرق الجامعة للقراءة النافعة.
التنازع والتوازن في حياة المسلم.
تسبيح ومناجاة وثناء على ملك الأرض والسماء.
وله تهذيب لسير أعلام النبلاء بعنوان “نزهة الفضلاء”.