منافع العمل لترك الأثر بعد الموت
منافع العمل لترك الأثر بعد الموت
لا بدَّ للمرء أن ينتبه إلى أمر مهم ألا وهو “العمل” من أجل ترك الأثر، وليس فوائد ترك الأثر، لأنه ربما يعمل المرء طوال حياته، ولا يبقى أثره، لكن لا يفوته الأجر إن شاء الله، وتنقسم فوائد العمل والاجتهاد من أجل ترك الأثر إلى نوعين؛ فوائد دنيوية وفوائد أخروية.
أما الفوائد الدنيوية فمنها سد الثغرات والسعي إلى إقامة فروض الكفايات الضائعة في المجتمع المسلم، وهي كثيرة في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومنها الحفاظ على الأوقات بعيدًا على التفاهات التي ملأت حياة الناس، ومنها محاولة الترقِّي إلى الكمال ليعالج جوانب النقص في شخصية الفرد، فيقرأ ويحضر دورات ليصلح من نفسه، ومن الفوائد كذلك أن يكون قدوة حسنة لغيره فيحيي الأمل في نفوس من حوله.
أما الفائدة من العمل في الدنيا لترك آثار تبقى للمرء بعد مماته فهي تحصيل الدرجات العاليات، والفوز بالفردوس الأعلى، واللحاق بالعظماء والصالحين منذ خلق آدم، والقاعدة تقول إن من أراد أن يحوز في الجنة منزلة أعلى من أقرانه فعليه أن يعمل أعمالًا أعظم من أعمالهم في الدنيا.
لكنَّ هناك تفاوتًا كبيرًا بين درجات ومنازل أصحاب الجنة، كما جاء حديث: “إنَّ أهْلَ الجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أهْلَ الغُرَفِ مِن فَوْقِهِمْ، كما يَتَرَاءَوْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغَابِرَ في الأُفُقِ، مِنَ المَشْرِقِ أوِ المَغْرِبِ، لِتَفَاضُلِ ما بيْنَهُمْ، قالوا يا رَسولَ اللَّهِ تِلكَ مَنَازِلُ الأنْبِيَاءِ لا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ، قالَ: بَلَى والذي نَفْسِي بيَدِهِ، رِجَالٌ آمَنُوا باللَّهِ وصَدَّقُوا المُرْسَلِينَ”، فهناك تفاوتات شاسعة بين نعيم أصحاب الجنة، فيرى بعضهم من هم أعلى منهم كما يرون الكواكب في السماء، ومن ثم فلا بدَّ للإنسان أن يسعى إلى إبقاء أثر، ولا يكتفي بتحصيل حسنات تتوقَّف بعد وفاته.
الفكرة من كتاب أثر المرء في دنياه
يعيش البشر أعمارًا متفاوتة ثم يغادرون الدنيا، ولو سألت: فلان مات فما الأثر الذي خلَّفه من بعده؟ فغالبًا لن تجد أي أثر، عاشوا وماتوا ولم يشعر بهم أحد، ومن هنا أتت فكرة هذا الكتاب، حيث يتناول المؤلف في كتابه قضية الأعمال التي يتركها الإنسان في الدنيا بعد موته، وكيفية الوصول إلى ذلك، والعقبات التي يواجهها المرء من أجل أن يعمل عملًا لا يُدفن معه في قبره، بل يبقى في الدنيا ليُخلِّد ذكراه في دنيا الناس.
مؤلف كتاب أثر المرء في دنياه
محمد موسى الشريف: كاتب وداعية سعودي، عمل قائدًا طيارًا في الخطوط الجوية السعودية، حصل على الدكتوراه في الكتاب والسنة من جامعة أم القرى، وتاريخه حافل بالكثير من الإنجازات المقروءة والمسموعة.
من أبرز مؤلفاته:
عجز الثقات.
الطرق الجامعة للقراءة النافعة.
التنازع والتوازن في حياة المسلم.
تسبيح ومناجاة وثناء على ملك الأرض والسماء.
وله تهذيب لسير أعلام النبلاء بعنوان “نزهة الفضلاء”.