إشارات الثقة
إشارات الثقة
الثقة شعور نسبي يتملَّك النفس وينعكس خارجًا ليصل إلى المحيطين من حولك، وهو شعور ذو حدين، فإن كان مستواها محمودًا فسوف ينتج عنها ما يسمى بضبط النفس، وإن زادت فستنقلب إلى فقدان تحكُّم وعصبية غير مبرَّرة على ما لا يستحق، لكنها وبمجمل التعبير صفة مطلوب وجودها ويستحسن إظهارها في المعاملات اليومية والعملية، وبالنظر في دلالات الثقة طبقًا للتصنيفات السابق ذكرها نجد أن الشخص الواثق لا يستخدم تعبيرات وجهه كثيرًا ولا يقوم بحركات عشوائية كتغطية الفم أو الأنف أو حك الرأس، إضافةً إلى كونه ثابت القدمين منتصب القامة دون ميل إلى الأمام وخطواته واسعة في حال حركته، أما بالنسبة لموضع اليدين فنراهما غالبًا على شكل برج، وهذه الحركة قد تعدُّ انعكاسًا مبالغًا للثقة يصل حد الغرور والخيلاء، وتختلف في النساء عن الرجال من حيث موقع اليدين، فتضعها المرأة بمستوى منخفض يقابل خصرها تقريبًا بينما يضع الرجل يديه في مستوى أعلى يقارب الصدر، وهناك وضع آخر يعتمده الباحثون يخصُّ شكل اليدين، وهو تشابك الكفين خلف الظهر مع إظهار راحة اليد إلى الخارج، يمثل ذلك وضع السلطة كقائد الجيش حين يتابع الجنود أو مسؤول الشركة عند تفقُّد العمال أو إلقاء خطاب مهم، وبالنسبة للتواصل البصري فإن أكثر ما يميز الثقة هو قدرة الفرد على المحافظة على تواصله البصري المباشر مع الحضور فترة زمنية طويلة، ما يجعل العين أقل رمشًا وأكثر حدة، ولا نغفل أن الشخص الواثق لا يضع حدودًا بينه وبين المتحدث إليهم لأن وضع الأشياء مهما كانت صغيرة بينك وبين الآخرين يعد إشارة إلى الاختباء والخوف، وهو وضع دفاعي لا يعتمده الواثقون.
هناك بعض المظاهر الأخرى المستحقة للذكر عند الحديث عن الثقة، فالمدخنون الواثقون يلاحظ نفخهم للدخان باتجاه الأعلى عوضًا عن النفخ العادي، كما يميل البعض إلى وضع أيديهم أو الميل باتجاه زوجاتهم أو أغراضهم المادية القيِّمة كالسيارة، وذلك اعتزازًا ورغبةً في إعلان ملكيَّتهم المطلقة للأشياء، يميل آخرون إلى التعبير عن سيادتهم وسيطرتهم على شخص ما فيقومون بوضع أنفسهم في موضع أعلى منه فسيولوجيًّا بهدف التحدث والنظر إليه من أعلى.
الفكرة من كتاب كيف تقرأ شخصًا مثل الكتاب
شاع مفهوم لغة الجسد مؤخرًا بين الأوساط العامة، فحين الحديث عنه يتبادر إلى الذهن عدد من التساؤلات، مثل: هل يمكننا قراءة ما يكون عليه الناس والكشف عن حقيقتهم؟ أنستطيع إيصال صورة أفضل عن أنفسنا دون إكثار في الكلام؟
الإجابة تكمن في مادة كاملة يندرج جزء منها تحت الفراسة، وجزء آخر تحت علم يختص بقراءة وتحليل وتفسير بعض الإشارات الثابتة التي تصدر من جسم الإنسان بنمط متكرر لا يختلف كثيرًا باختلاف الأشخاص، تلك الإشارات لا تقال بالكلام ولا بالتعبير الصريح، إنما تصدر كانعكاس مباشر للأفكار والمشاعر والمعتقدات سواء كان ذلك بشكل إرادي يقصد الشخص إيصاله إلى الجمهور الذي يقابله أو كان بصورة لا إرادية من العقل اللاواعي، لذا تسمَّى هذه الإيحاءات بالاتصال غير اللفظي، ويعدُّ فهمها عملية معقدة تحتاج من الصبر والمراقبة والدراسة المستمرة ما تحتاجه اللغات كي يتم تعلمها وإتقانها.
يعتمد تحليل الإشارات غير اللفظية على دراسة المظاهر الصادرة عن الشخص أثناء الحديث، ووفقًا للكتاب فقد صُنِّفَت طرق تعبير الجسد إلى خمسة مكونات عامة هي: الاتصال البصري، وتعابير الوجه، ونمط الحركة، وهيئة الوقوف، والملامسة الناتجة عن مصافحة الأيدي، ويؤخذ في الاعتبار أنه لا يمكن الوصول إلى استنتاجات مباشرة وسريعة للآخرين من خلال الاقتصار على رؤية تعابير وجوههم أو طريقة المصافحة أو كيفية السير، دون التعرُّض العميق للإشارات اللفظية ومراقبة الصورة ككل.
مؤلف كتاب كيف تقرأ شخصًا مثل الكتاب
جيرارد نيرنبرج: محامٍ أمريكي وخبير استراتيجيات التفاوض والاتصال، ولد عام 1923، وعمل في تأليف الكتب المتخصصة بفنون التفاوض والتواصل وتقنيات البيع الفعالة، حيث بلغ عددها اثنين وعشرين كتابًا ترجم أكثرها إلى اثنتين وثلاثين لغة حول العالم، كما أسس معهدًا غير ربحي يهدف إلى ترسيخ أفكاره عن التفاوض وتأثيره في حياة المجتمع، لذا أطلقت عليه مجلة فوربس لقب: “رائد تدريب التفاوض”.
هنري إتش. كاليرو، مؤلف مشارك، له العديد من المؤلفات ذات التقييمات المرتفعة، نذكر منها: قوة التواصل غير اللفظي، والفوز بالمفاوضات، وتفاوض على الصفقة التي تريدها.
جابرييل جرايسون، مؤلف مشارك في كتابة عدد من الكتب مرتفعة المبيعات، من إنجازاته كتاب: “تحدث بيديك واستمع بعينيك”.
وقد شارك الكُتَّاب الثلاثة خبراتهم وخلاصة علمهم في تأليف هذا العمل الحائز على لقب “الكتاب الأكثر مبيعًا” في مجال تحليل لغة الجسد.