عظِّّموا السُّنة واحفظوا أوقاتكم
عظِّّموا السُّنة واحفظوا أوقاتكم
إن شهر رمضان المبارك هو شهر تعظيم السنَّة وإحيائها في القلوب وفي العبادات والمعاملات، فتجد أسرة تُفطِر على الرطب دون غيره من الأطعمة لا غاية لها في ذلك إلا اتباع سنة نبيها (صلى الله عليه وسلم)، ومن هنا يبدأ الدافع القوي كي يتحرَّك الإنسان في سائر أمور حياته على هدي النبي (صلى الله عليه وسلم)، فيسير الإنسان بالسنَّة ويعمل بها ويحيا بها وتكون منهاجًا له ترافقه في أكله وشربه وبيعه وشرائه وصحوه ونومه، وتعامله مع نفسه وزوجه وولده وأقاربه وجيرانه وأصحابه ومجتمعه، في حياة كاملة تسير على هدي النبي (صلى الله عليه وسلم)، ويقول الله تعالى: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُونَ اللَهَ فَاتَبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.
اتباع السُّنة من بركات جيل زمن النبوة، وكلما بعدنا عن ذلك الزمان فرَّق الناس بين السنة والواجب والحرام والمكروه تفريقًا لا يبتغون من ورائه العلم ولكن بغية الخروج من معية العمل والاقتداء، إذ إن اتباع السنَّة حياة مباركة تبدأ من الإفطار على تمر وتمتد لتشمل الحياة جميعها فتعمرها بالخير والبركة والفلاح في الدنيا والآخرة.
إن الوقت من أعظم أعمدة بناء الإنسان، وفضيلة يتزيَّن الإنسان الحصيف بها، ويوم الإنسان واحد عند الجميع؛ أربع وعشرون ساعة كاملة في اليوم والليلة، لكن إدراك قيمته والانتفاع به يختلف من شخصٍ إلى آخر، وشهر رمضان يذكِّرنا بعظمة الوقت ويبين لنا أهميته، فالوقت غنيمة الكبار والتفريط فيه يجلب للإنسان الحسرة والخسارة، فإن الدقائق الثلاث تكفي لأداء ركعتين، وعشرين دقيقة تكفي كي يقرأ الإنساء جزءًا من القرآن، وأوراد الأذكار وأوراد القراءة في كتب السنة والشريعة كلها تستغرق من عمر الزمان دقائق معدودة إن حرِص الإنسان عليها وداوَم ولو بالقليل، لذا كان رمضان شهر الاستفادة من الوقت وشهر التخطيط الفعال وحسن استثمار الأوقات لتحقيق الغايات والمرادات.
الفكرة من كتاب رمضان يبني القيم
إن شهر رمضان الكريم يجب أن يرجع إلى أصله، ويتحوَّل من مناسبة دينية متأثرة بالعادات المجتمعية؛ إلى معسكر مكثَّف يبني فيه المسلم قيمه وحياته ويُصافح أُمنياته، ويستدرك فيها ما فاته، رمضان مدرسة تُربَّى فيها روح المسلم على القيم وتتخرَّج فيها أجيال راسخة قد تشكَّلت تصوُّراتها وتغيَّرت مفاهيمها وأفكارها، وأدركت الغاية من خلقها، أجيال قادرة على بناء مجتمع مسلم متزن وناجح ومبارك.
مؤلف كتاب رمضان يبني القيم
مشعل عبد العزيز الفلاحي: ماجستير شريعة وطالب في مرحلة الدكتوراه بجامعة مكة المكرمة المفتوحة، ويعمل مشرفًا تربويًّا، ومديرًا تنفيذيًّا لمشروع القيم النبوية بإدارة التربية والتعليم، وأمين جمعية البر الخيرية “بوادي” من سنة تأسيسها 1422هـ إلى تاريخه، وهو أيضًا عضو مجلس إدارة مكتب الدعوة وتوعية الجاليات بوادي حلي، ونائب رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بحلي.
من أهم أعماله: “مشروع العمر”، و”أفكار تصنع الحياة”، و”في ظلال السيرة النبوية”، و”رمضان يبني القيم”، و”صناعة التغيير الشخصي”، وغيرها.