رمضان شهر التغيير وتحقيق الأهداف
رمضان شهر التغيير وتحقيق الأهداف
كثيرًا ما يتيقَّن الإنسان منا أنه لن يُصادف جديدًا في حياته، ومع تغير الظروف والأحداث في الحياة تزداد تلك القناعة حتى يأتي رمضان فيبدلها، ويغيرها، فيحدث لك ما لم تتصوَّر أن يحدث يومًا في حياتك، فتجد الإنسان يواجه المشقة الكبيرة في صيام التطوع حتى إذا ما أقبل شهر الصوم صام الساعات الطوال ولم يبالِ، فتهون عليه المشقة، ويستعلي على الشهوات، ويُغيِّر نظام يومه كله ويتأقلم على الوضع الجديد بنفسٍ راضية مطمئنة، فقط إن أراد الإنسان لنفسه هذا التغيير العظيم، يقول الله تعالى في كتابه الحكيم: ﴿إِنَ اللهَ لاَ يُغَيِرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَى يُغَيِرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾.
إن الإرادة الكامنة فينا ينبغي أن تُستثار عند الشروع في أي أمر، فلا نُقبل على مواسم التغيير دون إرادة حقيقية في تحقيق التغيير، فالقناعات الهشَّة لن تحقِّق لنا التغيير المرجو في أيام الخير، ورمضان شهرٌ مبارك يُشعل فتيل الهمة في القلوب، ويُضيء مصابيح الأمل في الأرواح، ويُعلمنا أن التغيير أمر ممكن، وأننا أهل لتحقيق الواقع الذي نحلم به، وأن ثقتنا بالله ثم بإمكاناتنا قادرة على خوض غمار التغيير والصبر عليه حتى تتحوَّل كل سلبيات حياتنا إلى إيجابيات، وكل إخفاق يتحوَّل إلى نجاح، مهما كلفنا التغيير من مشقَّة، فالإراداة القوية والعزيمة الصلبة تُعيننا على وعثاء الطريق.
إن شهر رمضان شهر الأهداف والغايات، وأعظم غاية تُرتجى من ورائه إنما هي تحقيق التقوى، يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُهَا الَذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَكُمْ تَتَقُونَ﴾. ويقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”، ليعلمنا (صلوات الله عليه وسلامه) أن غفران ما تقدَّم من ذنوب هو هدف يستحق أن نسعى إليه ونبذل له كل غالٍ ونفيس.
الفكرة من كتاب رمضان يبني القيم
إن شهر رمضان الكريم يجب أن يرجع إلى أصله، ويتحوَّل من مناسبة دينية متأثرة بالعادات المجتمعية؛ إلى معسكر مكثَّف يبني فيه المسلم قيمه وحياته ويُصافح أُمنياته، ويستدرك فيها ما فاته، رمضان مدرسة تُربَّى فيها روح المسلم على القيم وتتخرَّج فيها أجيال راسخة قد تشكَّلت تصوُّراتها وتغيَّرت مفاهيمها وأفكارها، وأدركت الغاية من خلقها، أجيال قادرة على بناء مجتمع مسلم متزن وناجح ومبارك.
مؤلف كتاب رمضان يبني القيم
مشعل عبد العزيز الفلاحي: ماجستير شريعة وطالب في مرحلة الدكتوراه بجامعة مكة المكرمة المفتوحة، ويعمل مشرفًا تربويًّا، ومديرًا تنفيذيًّا لمشروع القيم النبوية بإدارة التربية والتعليم، وأمين جمعية البر الخيرية “بوادي” من سنة تأسيسها 1422هـ إلى تاريخه، وهو أيضًا عضو مجلس إدارة مكتب الدعوة وتوعية الجاليات بوادي حلي، ونائب رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بحلي.
من أهم أعماله: “مشروع العمر”، و”أفكار تصنع الحياة”، و”في ظلال السيرة النبوية”، و”رمضان يبني القيم”، و”صناعة التغيير الشخصي”، وغيرها.