مشاريع رمضانية
مشاريع رمضانية
عاد رمضان نابضًا بالحياة، متجدِّدًا بالأمل والنِّعَم، مليئًا بالخيرات والنفحات والبركات، فحريٌّ بك أيها المُسلم أن تُحسن استقباله، وتعدُّ العُدة لقدومه، وتجهِّز لنفسك مشروعًا رمضانيًّا تستثمر به فرصة الشهر الكريم، ربما مشروع توبة، تتوب فيها من ذنوب السر والعلن، لعلَّ تلك التوبة تكون بوابة النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة، ويقول الله تعالى: ﴿وَتُوبُوٓا۟ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾. ويمكن أن يكون مشروعك هو تجديد صلتك بالله (جلَّ في عُلاه)، في كل أمرٍ من أمور حياتك، فتُحاسب نفسك وتُراجع عباداتك وتُعيدها صورتها الأولى نقية خاشعة مُخْلَصة لله، فتُحيي قلبك بعد موات وتُقبِل على ربك إقبال العبد المُحب المُطيع الذي علم كيف يكون عبدًا لله، يُحسن صلاته وصيامه ويستشعر رحمة الله وعفوه ومغفرته، فإن شهر رمضان فرصة غالية لاستعادة معاني العبودية وهجر الذنوب والمعاصي جميعها، فتستعيد صلتك الطيبة بخالقك وتلم شعث قلبك وتستكين روحك لله (سبحانه وتعالى).
كما أن أجمل المشاريع في الشهر الكريم هو رحلة تدبُّر في كتاب الله، تعيش فيها أحداث القرآن، وتقرأه قراءة الباحث عن أنوار الهداية ونفحات الخير، فتتكشَّف لك أسرار الحياة الطيبة، فكأنما دخلت بذلك جنة الدنيا، يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُهَا النَاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَوْعِظَةٌ مِن رَبِكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾، كما أن مشروعك يمكن أن يكون هو الدعوة إلى الله، فشهر رمضان من أعظم الفرص في حياة الدُعاة والمصلحين، فإن قلوب العباد تكون مهيأة لتلقي النصح والتوجيهات، وتتوافر المجالس التي يجتمع فيها الناس، فإن وُفِّقت أن تكون سببًا في هداية أحدهم فهو خير لك من حمر النعم، وأيضًا من المشاريع العظيمة في تلك الأيام المباركة الجليلة مشروع القيام على حوائج الناس من مساعدتهم على أمورهم، وإطعام جائعهم، وتلبية حاجاتهم، والسعي في شؤونهم.
الفكرة من كتاب رمضان يبني القيم
إن شهر رمضان الكريم يجب أن يرجع إلى أصله، ويتحوَّل من مناسبة دينية متأثرة بالعادات المجتمعية؛ إلى معسكر مكثَّف يبني فيه المسلم قيمه وحياته ويُصافح أُمنياته، ويستدرك فيها ما فاته، رمضان مدرسة تُربَّى فيها روح المسلم على القيم وتتخرَّج فيها أجيال راسخة قد تشكَّلت تصوُّراتها وتغيَّرت مفاهيمها وأفكارها، وأدركت الغاية من خلقها، أجيال قادرة على بناء مجتمع مسلم متزن وناجح ومبارك.
مؤلف كتاب رمضان يبني القيم
مشعل عبد العزيز الفلاحي: ماجستير شريعة وطالب في مرحلة الدكتوراه بجامعة مكة المكرمة المفتوحة، ويعمل مشرفًا تربويًّا، ومديرًا تنفيذيًّا لمشروع القيم النبوية بإدارة التربية والتعليم، وأمين جمعية البر الخيرية “بوادي” من سنة تأسيسها 1422هـ إلى تاريخه، وهو أيضًا عضو مجلس إدارة مكتب الدعوة وتوعية الجاليات بوادي حلي، ونائب رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بحلي.
من أهم أعماله: “مشروع العمر”، و”أفكار تصنع الحياة”، و”في ظلال السيرة النبوية”، و”رمضان يبني القيم”، و”صناعة التغيير الشخصي”، وغيرها.