عبد الله
عبد الله
كن ما تريد أن تكون، تحرك واسكن واضرب في الأرض واقطعها من أقصاها إلى أقصاها، وجرِّب كل قديم وحديث ستبقى في النهاية عبدًا لخالق عظيم رضيت أم لم ترضَ، فالكل خاضع لسلطانه وملكه والمُختار لهذا الخضوع هو من نال السبق وحظِي بالقرب، فللعبودية والعبادة في الإسلام شأن راقٍ، فهي عنوان الجمال فيه وشعار المحبة والانتساب، فما من نداء في القرآن ينسب فيه الله (عز وجل) عباده إليه إلا في مواضع الرحمة والعفو والتودُّد.
الإنسان، وابن آدم، والعبد ثلاثة مسميات ينادي بها الله (عز وجل) الإنسان في كتابه، فمرة ينسبه إلى طبيعته الخِلقية في سياق الابتلاء والتكليف وتحمُّل الأمانة والمسؤولية وما يترتَّب عليها من حساب وجزاء، ومرة ينسبه إلى أبيه آدم مُشيرًا إلى ضعف العزيمة والنسيان، فهو حين يناديهم ببني آدم إنما يذكِّرهم وينبههم، وأما عن مناداتهم بوصف العباد فإنما هي دلالة على الرضا والإشفاق والمحبة لمن انقاد قلبه لربه رغبًا ورهبًا وخضعت جوارحه طاعة وحبًّا، فوصف العبودية في القرآن لا يرد إلا في سياق المحبة والبشارة والرضا الإلهي الكريم.
والدين هو عبادة وانقياد، وأصل العبادة في الدين ينبغي أن تكون اتصالًا بين العبد والمعبود بين الخالق والمخلوق، اتصالًا تشترك فيه المخلوقات كلها في تناغم وتجانس كوني مهيب، لذا كانت الصلاة عمود الدين وأول ما يُسأل عنه العبد وأصل العبادات كلها، والصلوات الخمس مواقيت لرموز التحولات الزمنية اليومية، فأنت إن تتعبَّد لله بالخمس يعني أنك تعبده بالعمر، وأن تنثر مهجتك بين يديه سبحانه فاحذر من فواتها، وهل من فائت يعود وإن عُوض فهل يكون كالأصل؟!
الفكرة من كتاب جمالية الدين.. معارج القلب إلى حياة الروح
“عندما نقول هنا (جمالية الدين) فإننا نعني أن الله (جل وعلا) الذي جعل الدين جميلًا، قصد أن يكون التدين جميلًا أيضًا، قصدًا تشريعيًّا أصيلًا، بمعنى أن ذلك قُصد منه ابتداءً وليس صدفة واتفاقًا”!
من وجهة نظر مختلفة وبلهجة لطيفة رقيقة يفتح الكاتب قلوبنا لا أنظارنا لتبصر وتنشرح بأصل هذا الدين ومقصوده وغايته، لتخرج من قراءته لا كما دخلت إليه وتود أنه لم ينتهِ!
مؤلف كتاب جمالية الدين.. معارج القلب إلى حياة الروح
فريد الأنصاري: عالم دين وأديب مغربي، حصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية تخصُّص أصول الفقه، وعمل رئيسًا لقسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب، بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، كما شغل منصب عضو في المجلس العلمي الأعلى بالمغرب.
ومن مؤلفاته:
آخر الفرسان.
ديوان المواجيد.
سيماء المرأة في الإسلام.
الدين هو الصلاة والسجود لله باب الفرج.