أسس الجمالية في الإسلام
أسس الجمالية في الإسلام
تقوم أسس الجمالية في الإسلام على أركان ثلاثة؛ ألا وهي المتعة والحكمة والعبادة، فأما الحكمة فإن تفسيرها في سياق مفهوم الجمالية يتوقَّف على أنها ما من جمال مبثوث في حي أو جامد إلا وله هدف ووظيفة حيوية ليس لذاته فحسب، بل ولغيره أيضًا، فالمتأمل في الكائنات الحية شكلًا ووظيفة من حيوان ونبات وهواء وماء وجبال ونحوها يجد له جمالًا خاصًّا مميزًا وجمالًا آخر منعكسًا عليه هو بما يحفظ للكون توازنه وللحياة استقرارها وللإنسان منافعه.
أما عن المتعة الحسية أو الوجدانية فمن المهم أن يفهم الإنسان ويدرك حاجاته، فكما أنه يحتاج إلى الطعام والشراب والأمان والسكن فهو يحتاج إلى الاستمتاع والتمتُّع بالجمال، ولذا تراه ينجذب ويسعى إلى ما يحقق له حاجته تلك، ومثل ذلك قوله تعالى: ﴿وَٱلۡأَنۡعَـٰمَ خَلَقَهَا لَكُمۡ فِیهَا دِفۡءࣱ وَمَنَـٰفِعُ وَمِنۡهَا تَأۡكُلُونَ وَلَكُمۡ فِیهَا جَمَالٌ حِینَ تُرِیحُونَ وَحِینَ تَسۡرَحُونَ وَتَحۡمِلُ أَثۡقَالَكُمۡ إِلَىٰ بَلَدࣲ لَّمۡ تَكُونُوا۟ بَـٰلِغِیهِ إِلَّا بِشِقِّ ٱلۡأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمۡ لَرَءُوفࣱ رَّحِیمࣱ وَٱلۡخَیۡلَ وَٱلۡبِغَالَ وَٱلۡحَمِیرَ لِتَرۡكَبُوهَا وَزِینَةࣰ وَیَخۡلُقُ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾، فقوله سبحانه لتركبوها وزينة واستعماله لام التعليل دليل على الغاية والهدف من وجودها والذي هو إمتاع الإنسان وإشباع حاجته للتمتع إلى جانب حوائجه البيولوجية الأخرى.
وأما الجمالية المضمَّنة في العبادة فهي حاجة أصيلة لدى كل الناس وإن أنكروها أو صرفوها في مصارف أخرى فصاروا بها ولها عبيدًا، فإن الإنسان بحاجة إلى التعبُّد والسلوك الروحي، وما يفعله الغرب من تقديس للصورة والألوان أو تجسيد للمعاني أو تعظيم للطبيعة أو لذاته شخصيًّا، فإن ذلك كله ضرب من العبودية وإشباع للحاجة التعبُّدية، متبعين بذلك نهج بني إسرائيل حيث فرغوا زينتهم وحليَّهم في صناعة تمثال للعبادة، فقد أفرغ الغرب اليوم طاقاتهم الجمالية في الألوان والصور!
اللفكرة من كتاب جمالية الدين.. معارج القلب إلى حياة الروح
“عندما نقول هنا (جمالية الدين) فإننا نعني أن الله (جل وعلا) الذي جعل الدين جميلًا، قصد أن يكون التدين جميلًا أيضًا، قصدًا تشريعيًّا أصيلًا، بمعنى أن ذلك قُصد منه ابتداءً وليس صدفة واتفاقًا”!
من وجهة نظر مختلفة وبلهجة لطيفة رقيقة يفتح الكاتب قلوبنا لا أنظارنا لتبصر وتنشرح بأصل هذا الدين ومقصوده وغايته، لتخرج من قراءته لا كما دخلت إليه وتود أنه لم ينتهِ!
مؤلف كتاب جمالية الدين.. معارج القلب إلى حياة الروح
فريد الأنصاري: عالم دين وأديب مغربي، حصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية تخصُّص أصول الفقه، وعمل رئيسًا لقسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب، بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، كما شغل منصب عضو في المجلس العلمي الأعلى بالمغرب.
ومن مؤلفاته:
آخر الفرسان.
ديوان المواجيد.
سيماء المرأة في الإسلام.
الدين هو الصلاة والسجود لله باب الفرج.