مفاتيح وأقفال
مفاتيح وأقفال
أما المفاتيح فهي: حسن الظن بالله، والتوبة، وأكل الحلال، وإظهار الضعف والافتقار إلى الله، والدعاء في الرخاء قبل الشدة، وخير الدعاء الاستغفار.
وأما الأقفال فأولها عدم الاستعداد، يقول تعالى: ﴿وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً﴾، وكثير ممن يضيعون رمضان لم يتهيؤوا له من الأصل، واستقبلوه بفتور ولا مبالاة، فاغتنم شهر شعبان لتمرِّن نفسك على العبادات والطاعات، وقد كان النبي يصوم أكثر شهر شعبان، ومن الاستعداد أن تفرغ له نفسك قدر استطاعتك، فإن كان لك حوائج يمكنك قضاؤها قبله فافعل، بما في ذلك شراء ملابس العيد، وأقبل على القرآن حتى إن بدأ الشهر كنت معتادًا مصاحبته مستشعرًا حلاوته، وحتى بعد دخول الشهر فتهيأ للعبادات فيه، فالصلاة تتهيأ لها بإحسان الوضوء والاستعداد المبكر، وللقيام تتهيأ بألا تثقل الطعام في الإفطار، وهكذا.
أما القفل الثاني فهو الحيض للنساء، إذ تقعد كثيرات منهن عن الطاعات ويشعرن أنهن حرمن الثواب، غير أن ثوابهن كامل غير منقوص لما اعتدن فعله من طاعات ولم يمنعهن عنها سوى الحيض، يقول النبي: “إذا مرض العبد أو سافر كتب الله تعالى له من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحًا مقيمًا”، فاطمئني قلبًا والزمي الذكر والتسبيح والدعاء وكل أبواب الخير والعبادات المباحة.
والقفل الثالث هو السوق، وهو من أبغض الأماكن إلى الله كما قال النبي (ﷺ)، فمال بالك بمن يترك العشر الأواخر ويقضي ليله في الأسواق لشراء ملابس ومستلزمات العيد، وأما القفل الرابع فهو عدم فقه الأولويات في العبادة، فتجد حريصًا على القيام والتراويح وهو يهمل الفرائض ويؤخرها، أو معتكفًا بغير القدرة لحاجة أهله إلى رعايته، بينما يجب أن يقدم الواجب على السنة.
الفكرة من كتاب من الطارق؟ أنا رمضان
يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): “إذا كانَت أوَّلُ ليلةٍ من رمَضانَ صُفِّدتِ الشَّياطينُ ومَردةُ الجِنِّ، وغلِّقت أبَوابُ النَّارِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ، وفُتِحت أبوابُ الجنَّةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ، ونادى منادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ، ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِر، وللَّهِ عتقاءٌ منَ النَّارِ وذلِك في كلِّ ليلةٍ”، فذا هو الشهر الكريم، وهذه نفحة من عطاياه من أول ليلة فيه، فيا باغي الخير لبِّ النداء وأقبل بكل جوارحك، وازهد الآن في الدنيا، وقصِّر أملك فيها، وأحسِن الظن برب كريم منحك هكذا شهرًا كريمًا، “ودبِّر لدينك كما دبَّرت لدنياك”، فإن الخسران كله أن ينقضي الشهر ولم تنهل منه.
يعدُّ الكتاب الذي بين أيدينا خطة عمل لكل مسلم يريد الاستعداد للشهر الفضيل، ليدرك فضله، وأبواب الخير فيه، وما قد يعوق سيره ليجتنبه، لعلَّ الله يقبلنا فيه ويكون لنا فيه بعثٌ جديد.
مؤلف كتاب من الطارق؟ أنا رمضان
خالد أبو شادي، دكتور صيدلي وداعية إسلامي مصري، ولد عام 1973 في محافظة الغربية، نشأ في الكويت ثم أكمل تعليمه الجامعي بمصر، اشتغل في دعوته على الجانب الروحي والإيماني وتزكية القلوب، وتميز بخطابه السهل الرقيق، وله عدد من المؤلفات والمرئيات على التلفزيون واليوتيوب.
من مؤلفاته:
أول مرة أصلي.
سباق إلى الجنان.
الحرب على الكسل.
هُبي يا ريح الإيمان.