البشارات الخمس
البشارات الخمس
يقول (ﷺ): “قال الله (عز وجل): كل عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنَّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابَّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤٌ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه”.
وياللشرف والحظوة التي يشعر بها المؤمن من قول ربه فإنه لي وأنا أجزي به، فالصوم لا يشوبه رياء، إذ يمكنك أن تفطر خفية، ولا يمنعك من ذلك إلا ابتغاؤك وجه الله الكريم، فرمضان مدرسة في مراقبة الله (عز وجل) واستشعار معيته، وإن كانت الحسنة تضاعف من عشرة أضعاف إلى سبعمائة ضعف، فما بالك بالصيام الذي عُدَّ استثناءً لا يعلم جزاءه إلا الله، ومعنى أن الصوم جنة أي أنه وقاية وحماية لصاحبه من المعاصي ومن النار، فالصيام يربي على التقوى يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، والتقوى تحرِّي الطاعة وتجنُّب المعصية، وهو ما يحتاج حضور خشية الله في القلب، ويقظة الضمير، ثم تلك اللذة التي يختبرها كل صائم فرحته لفطره، وفرحته لإتمام الصوم، ثم هو يوم القيامة يفرح بقبول طاعته وعظم جزاء خالقه.
الفكرة من كتاب من الطارق؟ أنا رمضان
يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): “إذا كانَت أوَّلُ ليلةٍ من رمَضانَ صُفِّدتِ الشَّياطينُ ومَردةُ الجِنِّ، وغلِّقت أبَوابُ النَّارِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ، وفُتِحت أبوابُ الجنَّةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ، ونادى منادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ، ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِر، وللَّهِ عتقاءٌ منَ النَّارِ وذلِك في كلِّ ليلةٍ”، فذا هو الشهر الكريم، وهذه نفحة من عطاياه من أول ليلة فيه، فيا باغي الخير لبِّ النداء وأقبل بكل جوارحك، وازهد الآن في الدنيا، وقصِّر أملك فيها، وأحسِن الظن برب كريم منحك هكذا شهرًا كريمًا، “ودبِّر لدينك كما دبَّرت لدنياك”، فإن الخسران كله أن ينقضي الشهر ولم تنهل منه.
يعدُّ الكتاب الذي بين أيدينا خطة عمل لكل مسلم يريد الاستعداد للشهر الفضيل، ليدرك فضله، وأبواب الخير فيه، وما قد يعوق سيره ليجتنبه، لعلَّ الله يقبلنا فيه ويكون لنا فيه بعثٌ جديد.
مؤلف كتاب من الطارق؟ أنا رمضان
خالد أبو شادي، دكتور صيدلي وداعية إسلامي مصري، ولد عام 1973 في محافظة الغربية، نشأ في الكويت ثم أكمل تعليمه الجامعي بمصر، اشتغل في دعوته على الجانب الروحي والإيماني وتزكية القلوب، وتميز بخطابه السهل الرقيق، وله عدد من المؤلفات والمرئيات على التلفزيون واليوتيوب.
من مؤلفاته:
أول مرة أصلي.
سباق إلى الجنان.
الحرب على الكسل.
هُبي يا ريح الإيمان.