مساوئ الكتمان والتسويف وحب الدنيا

تقودنا حادثة تخلُّف الصحابي الجليل كعب بن مالك (رضي الله عنه) عن الغزوة إلى مسألة الكتمان وما فيه من مصلحة أو مفسدة، إذ يختلف الكتمان عن الكذب، فلا يصح للإنسان أن يلجأ إلى الكذب عند وجود ضرر في البوح بأمر ما، بل تكفيه المعاريض والتورية، ولكن إن تضمَّن ذلك الكتمان مفاسد أشد فليس لنا أن نلزم الكتمان بالتورية أو التعريض بالأمر، وقد فعل النبي (صلى الله عليه وسلم) ذلك حيث أخبر الصحابة بشأن غزوة تبوك نظرًا إلى أنها تتطلَّب سفرًا بعيدًا وكان الجو حارًّا كما كان عدد العدو فيها كبيرًا جدًّا، ولم يكن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يفعل ذلك في الغزوات التي قبلها ولكن اقتضت الحكمة والوضوح في تلك الغزوة أن يعرف المسلمون ما سوف يواجهونه.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ويحذِّرنا الكاتب من التعلُّق بالدنيا أو الوقوع في مصائدها فنعجز عن القيام بالأمور العظيمة، فهذا كعب بن مالك (رضي الله عنه) الصحابي الجليل مع عِظم قدره وما له من فضل في الإسلام إلا أنه في -لحظة من اللحظات- مال إلى الظلال والثمار وفاتته الغزوة ولكن قدَّر الله أن نعرف تلك القصة ونستفيد منها ونعلم أننا معرضون لخطر التعلُّق بالدنيا أكثر من أهل السبق والفضل، وفي المجمل يقوم أي عمل على ثلاثة أركان: أولها المعرفة، وثانيها الإرادة، وثالثها العزيمة؛ فمتى فقد الإنسان أيًّا منها لم يستطع أن يُنجز عمله وقد يخلد إلى التسويف ولو كان ذلك بالاحتجاج بالقدر، وفي النهاية يترك العمل تمامًا أو يضيق به الوقت عن القيام بالمهمة بكفاءة.

تشتد الأزمات والصعاب على نفس الإنسان، ولربما كان اليأس أقرب إليه من شِراك نعله مع تجذُّر الهشاشة النفسية في النفوس حاليًّا، وقد يهرب الناس من الصدق إلى الكذب فرارًا من عواقب الصدق دون اعتبار لقيمة الصدق ومحاسن عواقبه الأخرى، وقد يجد بعضهم في المصائب كل الشر وأنه ما من خير فيها قط، وبعضهم يُقعِده الخطأ عن مواصلة المسير، ولو عددنا ما يعتري الإنسان في مواجهة الصعاب لاحتاج ذلك إلى مجلدات، ولكننا في هذا الكتاب نجد تجربة عجيبة للصحابي كعب بن مالك (رضي الله عنه) حدَّث بها كيف بدأت؟ وإلى أي شيء انتهت؟ وقد نُقِلت إلينا لنستفيد منها ونتعلَّم الدروس.

يحيى بن إبراهيم اليحيى: ولد عام 1376 هجرية بالسعودية، وشغل منصب وكيل كلية العلوم العربية والاجتماعية بالقصيم، ووكيل مركز الدعوة وعميد شؤون الطلاب بالجامعة الإسلامية.

ومن مؤلفاته: “مشاهدات في بلاد البخاري”، و”أعذار المتقاعسين”، و”أليس في أخلاقنا كفاية”.