العلم بين استثماره في العقول واستثمار العقول فيه
العلم بين استثماره في العقول واستثمار العقول فيه
بعد غزوة بدر كان فداء الأسير من كفار قريش بمبلغ من المال، ومن لم يقدر عليه وكان كاتبًا يُعلِّم عشرة من أطفال المسلمين القراءة والكتابة حتى يُطلق سراحه، مع أن المسلمين كانوا في حاجة ماسَّة إلى المال إلا أن النبي (ﷺ) أراد تنبيههم أن العلم أنفع لهم من المال، ولذا فمن الخطأ أن يقال عن الحضارة الإسلامية إنها “حضارة نص” في معرض الذم، لأن النص القرآني والسنة النبوية هما اللذان أعطيا للأمة التماسك والقوة على اختلاف الثقافات وبمرور الكثير من الأزمات والمحن.
وقد كان الناس قديمًا يذكرون العلم على أنه شيء منفصل عن المال، ويتحدثون عن مزايا كل منهما، أما اليوم فقد تغيرت الصورة وأصبح العلم وسيلة استثمار لجلب المال، ويشير الكاتب إلى أن هناك دراسات تفيد بأن ما يُنفق على التعليم يتم تعويضه خلال تسع إلى عشر سنوات تقريبًا، في حين أن تعويض القروض الطبيعية التي تُؤخذ من أجل التنمية يتم خلال اثنتي عشرة إلى ثماني عشرة سنة.
ولا شك أن التدفق الهائل للمعلومات في عصرنا يجعل المعلومات تتقادم بسرعة كبيرة، وهذا وإن خفَّف من العبء على طالب العلم في حفظ الكثير من المعلومات، فيجب ألا تخلو ذاكرته من محفوظات ولكن تكون في شكل بناء منهجي يسهل تذكُّره والاستنباط منه ليرتقي الطالب إلى درجة مفكِّر ويقدِّم نجاحات كبيرة.
الفكرة من كتاب اكتشاف الذات: دليل التميز الشخصي
إن الإنسان في الرؤية الإسلامية هو مركز الكون، حيث إن الله سخَّر له كل ما يصل إليه في السماوات والأرض، وهو عليه أن يستغلَّ ذلك لمعرفة ربه أكثر من خلال معرفة نفسه، حيث يدرك عجزه عن الإحاطة بكل ما حوله، وأنه لا يزال يكتشف المزيد من العلم كل يوم، لا أن يغرق في دائرة الاستهلاكية فينسى نفسه وربه.
والأمة الإسلامية لا تملك الكثير من الثروات المادية لكنها تملك المنهج الرباني الأقوم والثروة البشرية، ولذا كان هذا الكتاب لإعادة توجيه المسلم إلى ما ينفعه.
مؤلف كتاب اكتشاف الذات: دليل التميز الشخصي
عبد الكريم بكار: أحد أبرز المؤلفين في مجالات التربية والفكر الإسلامي، وُلِد في سوريا سنة 1951م، واختصَّ في دراسته بقسم اللغة العربية وتحديدًا في حقل اللغويات، وحصل بعد ذلك على الماجستير في اللغة العربية، ومن ثم الدكتوراه.
من مؤلفاته: “العولمة”، و”العيش في الزمان الصعب”، و”تشكيل عقلية إسلامية معاصرة”.