أحبك وأكرهك!
أحبك وأكرهك!
هذه زوجة أحضرها زوجها إلى الطبيب النفسي ليفسِّر له أنها ترفضه، تتهمه دائمًا بأنه منتحل لشخصية زوجها الذي تحبه، يشبهه في الشكل وبالتأكيد أنه قد راقب زوجها حتى أحسن تحركاته وكلامه، ترفض أن تهبه نفسها، وترفض أن تعيش معه، والجميع يعلم أنه الزوج الحقيقي لكنها تشتكي للطبيب بأنه قد خدع أعين الناس جميعًا ولم يستطع خداع قلبها.
هذا ما يراه الزوج، لكن الزوجة عندها تكملة القصة أنها كانت تعاني الاكتئاب بسبب موت والدها، كانت تنكر موته، ولم يكن زوجها يدعمها نفسيًّا، فبدأ اللاوعي عندها في كره هذا الزوج، لكن قلبها يحبه! فماذا تفعل عند وجود حالتين متضادتين لا يمكن أن يجتمعا على نفس الشخص؟ بدأ عقلها يصور لها أنه شخصان: شخص تحبه لا يخطئ، وشخص آخر سيئ لا يحبها ولم يبرهن على مشاعره، وحتى قبل الدخول في هذه الحالة كانت تريد منه علاقة حميمة لتبرهن لنفسها أنه يحبها ويهتم لأمرها لكنه كان يهمل طلباتها ثم سافر، وعندما عاد شعرت وكأن هذا هو الشخص السيئ الذي تكرهه، وهذه الحالة يمكن أن تحدث في الاكتئاب فترى الشاب يفكر أن العائلة التي يعيش معها ليست عائلته، أو في حالات الفصام التي تكون على هيئة اضطراب في المشاعر لأن هذه المشاعر محملة بالحب تجاه شخص ما، ترفض التفكير في أنها ستفقده، وتريد تأكيدًا منه للحب ولوجوده، هذه المشاعر تحدث عند فقدان الشخص بالموت أو بالانفصال أو بالإهمال الشديد، فهي تراه شخصين؛ شخصًا ما زال حيًّا أو شخصًا يشعر بها ويحبها، وشخصًا آخر قد مات أو تركها أو أهملها، وتظل في حالة انتظار الشخص الجيد حتى تفرغ المشاعر التى تحملها.
الفكرة من كتاب أزواج وزوجات أمام الطبيب النفسي
قبل أن نبدأ إن كنت تظن أن زيارة الزوج أو الزوجة للطبيب النفسي بسبب مشاكل زوجية فقط، فأنت لا تعي من حقيقة الأمر شيئًا، فمشاكل كثيرة تحدث بعد الزواج لا نلقي لها بالًا رغم أنها قد تودي بحياة أصحابها لها جذور قديمة، لكننا نشعر بآلام الآخرين الجسدية لأنها مرئية ولأننا نستطيع سماع آهاتهم، أما بالنسبة للآلام النفسية فلا يراها أحد، رغم أنها قد تصل بالمرء إلى الانفصال عن واقعه، أو حتى الانتحار لشعوره بالضيق وعدم وجود مساعدة؛ لذلك كان واجبًا علينا ألا نهمل العلامات الواضحة التي تحتاج إلى علاج؛ حرصًا منَّا على صحة ذوينا، فبم تشعر المرأة بعد الطلاق أو الترمُّل؟ ما الجزء الذي لا نراه؟ وما الذي سيشعر به الرجل إن وجد من ينافسه في حب زوجته؟ وما سبب حدوث النفور الشكلي أو الزهد؟
يجيب الدكتور عادل صادق عن هذه التساؤلات وأكثر، ويوضح العلامات التي تتطلَّب مساعدة نفسية على لسان أصحابها، ثم يعلق عليها باعتباره الطبيب النفسي لهما، فيتناول الموضوع من وجهة نظر علمية، ويحاول طرح حلول بسيطة لهذه المشاكل لعل أحدهم يجد حالًا مشابهًا لما يمر به ويعرف الحل.
مؤلف كتاب أزواج وزوجات أمام الطبيب النفسي
الدكتور عادل صادق عبدالله عامر: طبيب نفسي مصري ولد في التاسع من أكتوبر 1943، حصل على دكتوراه في الأمراض العصبية والنفسية، وحصل على زمالة الكلية الملكية بلندن، وزمالة الجمعية الأمريكية للطب النفسي، وشغل منصب الأمين العام لاتحاد الأطباء النفسيين العرب، وعمل رئيس تحرير لمجلة “الجديد” في الطب النفسي.
وكتب العديد من المقالات لصحيفة الأهرام، توفي في 14 سبتمبر 2004، عن عمر يناهز الستين، بعد أن ترك لنا إرثًا من روائع كتاباته، فله أربعة كتب باللغة الإنجليزية، وثلاثون كتابًا باللغة العربية، منها: “العشق”، و”كيف تصبح عظيمًا؟”، و”الغيرة والخيانة”، و”متاعب الزواج”، و”كيف تنجح في الحياة؟”، و”الألم النفسي والألم العضوي”، و”الطلاق ليس حلًّا”، و”مباريات سيكولوجية”.