أنت ترى العالمَ بعيونِ تجارِبِكَ السابقة
أنت ترى العالمَ بعيونِ تجارِبِكَ السابقة
قد تشعرُ بأنه لا يوجدُ من يفهمُك من المحيطين بك، حتى وإن كانوا أقربَ الناسِ إليك؛ كالأهلِ والأصدقاءِ والجيران. هذا ليس بسبب أن الناسَ أغبياء، ولكن بسبب اختلافِهِم واختلاف البرمجةِ العقلية، التي نشؤوا عليها، واختلافِ التربيةِ والتعليمِ والخبراتِ، التي مروا بها، ذلك كلُّهُ شكّلَ سلوكَهُم ونظرتَهُم للحياة وللآخرين.
عندما تتعاملُ مع الناس، وتجدُ الكثيرَ من نِقاطِ الاختلاف، لا ترتبكْ أو تستاء، مُفترِضًا بأنك دائمًا على حق، فأنت ترى جُزءَا من الواقع، ولا ترى كُلَّ الصورة.
لتُكوِّنَ رؤيةً أكثرَ موضوعيةٍ وعُمق، وتُتخذَ القراراتِ الصائبة، عليك أن تستفيدَ من تجارِبِ الآخرين، ووجهات نظرهم.
تقبّلْ وجهاتِ النظرِ المختلفةِ معك، تَفَهّمْها وتفهّمِ الأسبابَ من خلفِهَا. راعي حقيقةَ أن من تراهُم مُخطئين، ليسوا بالضرورةِ أشخاصًا سيئين، فعدمُ مَعرفتِهِم بالأمور التي تُحِبُّها، قد تكون بسببك أنت، فربما أنك لست واضحًا معهم بشكل كافٍ.
وتذكّر أنَّ الجميعَ، لديه نيةٌ حَسَنةٌ وإيجابية في كل عمل يقومُ به، وأن الآخرين لديهم حُجَجُهُم وبراهينُهُم، التي تُثبِتُ لهم أنهم على حق. بتفهمك ذلك، ستتمكنُ من أن تتقاربَ مع الناسِ فِكريًا، وتُساعِدَهُم لكي يتغيروا للأفضل، بالأُسلوب المُناسب.
أيضًا، استمع للآخر كي تفهمَه. لا يُمكنك أن تُكَوّن صورةً عن شخصٍ مُعينٍ، إلا لو تركتَهُ يتكلمُ واستمعتَ إليه، وقتها ستعرِفُ كيفَ يُفكِر، وستستطيعُ التعاملَ معه.
هل تريد أن يُحِبَّكَ الناس؟ دعهم يتحدثون عن أنفسهم. هل لاحظت في حياتك العملية، أنّ الناس يشعرون بالسعادةِ والارتياح، حين يتكلمون عن تجاربِهِمُ الشخصية؟ لو منحتهم هذه السعادة، سيُحِبُّونَكَ ويُقدرونك، وسيستمتعون بصُحبَتِك. سيشعرون أنك مُهتمٌ بهم فعلاً، وأنَّكَ مُختلفٌ عن باقي الناسِ المتمركزين حول أنفسهم.