من أين يأتي العقوق؟

إننا في أغلب الأوقات نحصد ما نزرع، فلا ينبت العقوق من تلقاء نفسه كما لا ينبت البر كذلك دون غرس، وهما نتاج ما نربي أبناءنا ونعوِّدهم عليه، وقد يخال البعض أننا نقصد بذلك نتيجة القسوة فقط إذ لا يخفى على أحد أنها تخلق في نفوس الأبناء كرهًا وحقدًا فلا يجدون أي تعاطف مع والديهم عند الكبر، ولكنهم يغفلون عن كون نتيجة التدليل المفرط هي ذاتها وربما أقسى، إذ تنشئ طفلًا يظن نفسه محور الكون، متمركزًا حول ذاته لا يعبأُ لأحد ولا حتى لوالديه.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ويندفع الآباء لذلك ظنًّا منهم أنهم يحسنون لأبنائهم، فيبالغون في حمايتهم، ويتحملون ما لا يطيقون في سبيل ألا يطلبوا منهم القيام بشيء، ويخفون عنهم ما تمر به الأسرة من مشكلات وأعباء ظانين أنه لا ينبغي تحميلهم مشكلات أكبر من سنهم، فينشأ الطفل في غفلة عما يتكبَّده الآباء، وكيف تكون الحياة بدفع ثمن كل ما نحصل عليه سعيًا وجهدًا، وكثير من ذلك كان يمكن تجنُّبه لو عوِّد الأطفال على تحمل بعض المسؤوليات المنزلية من نظافة وترتيب وجلب الطلبات، وأخذ رأيهم في بعض المشكلات، ولو جُعِلوا على دراية بأحوال الأسرة المادية لكانوا أكثر تقديرًا لكلِّ ما يدور حولهم، فلا يطلبون ما لا يطيق والدهم، بل قد يحاولون الوصول إلى حلول يسهمون بها، وينشؤون على خدمة أنفسهم، فلا يوقظ الابن والدته المرهقة لتعد له العشاء، ويتعلَّم إن رأى والده مهمومًا أن يحاول التخفيف عنه أو رأى والدته حزينة أن يواسيها ويكون إدخال الفرحة على قلوبهم من أكثر ما يحب.

كان السؤال الذي يشغل المؤلف هو من أين يبدأ الإصلاح؟ وهل هناك موضع إن صَلُح صَلُحت من بعده شتى نواحي الحياة؟ إلى أن استقرَّ لديه أن هذا الموضع هو الإنسان نفسه، ومن هنا كان الاهتمام بأساس هذا الإنسان وتنشئته منذ الطفولة، فمهما كثرت المؤثِّرات وتشتَّتت العوامل، يبقى لأثر الأم والأب النصيب الأعظم والأبقى في نفوس الأبناء.

وانطلاقًا من إيمان الكاتب بأن التجارب الواقعية أكبر تأثيرًا من التنظير والكلام الفلسفي في نقل المناهج التربوية، فقد قام بجمع بعض التجارب التربوية التي نعرض هنا أهم أفكارها المُعينة في تنشئة الأبناء.

مُحمَّد سليم العوَّا (1942م): مفكر إسلامي، وهو محامٍ ومستشار قانوني، حاصل على دكتوراه الفلسفة في القانون المقارن من جامعة لندن، وعمل بالتدريس في عدد من الجامعات العربية، وهو الأمين العام السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وعضو مؤسس بالفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي، برز على الساحة السياسية واعتقل في عهد عبد الناصر، كان مرشحًا لانتخابات الرئاسة المصرية سنة 2012، وله العديد من المؤلفات، ومنها:

الأقباط والإسلام.

العبث بالإسلام في حرب الخليج.

في النظام السياسي للدولة الإسلامية.