أثر الروحانية في الصحة البدنية
أثر الروحانية في الصحة البدنية
يعد التمتُّع بصحة جيدة هدفًا كغيره من الأهداف يحتاج إلى أكثر من استخدام العقل والبدن لتحقيقه، فإن فعل الإنسان ذلك فلا يزال ينقصه جانب مهم، ألا وهو الجانب الروحاني، والإنسان إن استسلم لمشاعره السلبية لا سيما ثلاثي المكونات الصامتة للأمراض: الاستياء والرفض والندم فإنه يسلِّم حياته إلى مصير مؤلم، ولو لجأ بدلًا من ذلك إلى الروحانيات لوجد أثر ذلك واضحًا في أدائه، والروحانية التي تقصدها الدكتورة حنان سليم في هذا الكتاب لا تقتصر على الدين فحسب، بل مزيج بين الدين وأنشطة التأمل والاسترخاء، ما يجعل ذلك ملائمًا لأولئك الذين لم يعتقدوا بعقيدة بعد، إذ إن جوهر الروحانية المقصودة يكمن بالأساس في اللجوء إلى قوة أكبر وأعظم تتجاوز ذات الإنسان مما يساعد على خفض الضغط العصبي وضغط الدم والتوتُّر والحد من الاكتئاب.
ويبرهن على أهمية الجانب الروحي في رفع الأداء وتحقيق الأهداف دراسة أُجريَت على أربع وسبعين ألفًا وخمسمائة وأربع وثلاثين امرأة كن يحضرن الشعائر الدينية لمرة واحدة على الأقل في الأسبوع، ووُجِد أن احتمالية وفاتهم قد انخفضت بنسبة ثلاثة وثلاثين بالمائة عن غيرهم، وكذلك ثبت أنهم أقل عرضة لأمراض القلب والسرطان المميت، وعلى الصعيد المقابل فإن أولئك الذين لم يكن لديهم قوى عُليا يرجعون إليها أو يستمدون منها قوتهم ظهرت عندهم الآلام النفسية والعضوية أكبر، وربما يدلنا نجاح العلاج الوهمي في كثير من حالات الأمراض المستعصية على الأثر الفعَّال للجانب الروحي في الفرد، إذ يسهم إيمانه العميق بتحقيق الشيء، وأنه سيحدث في إمداده بالطاقة والحيوية، بل وللكاتبة نفسها تجارب عجيبة في ذلك حيث بدأت المصادفات الرائعة تحدث عندما لجأت إلى الإيمان في فتراتها العصيبة وساعدها ذلك على إنجاز ما تريد بشكل غير مسبوق، ولصياغة الجانب الروحاني وترجمته عمليًّا فإن علينا أن نحدِّد بوضوح ما نؤمن به وما لا نؤمن به، وأن ندرك تأثير ذلك في هويَّاتنا وذواتنا وانتماءاتنا ومدى انسجام ذلك في قَرَارة أنفسنا وتجاوبنا معه.
الفكرة من كتاب نعمة الصحة بعيدًا عن العقاقير
لقد سئمنا الطرق التقليدية المحصورة في ممارسة الأنشطة الرياضية بهدف خسارة الدهون والوصول إلى وزن صحي ومثالي كما مللنا الإعلانات المتكررة عن منتجات غير فعَّالة لاكتساب الطاقة واستعادة الحيوية والنشاط، ويبدو أن كثيرًا منا فقد الأمل وتناسى أهدافه بعد محاولات متكررة باءت بالفشل.
يعرِّفنا هذا الكتاب بتجربة شخصية لمؤلفته طوَّرتها مع الوقت نتيجة للبحث المكثَّف عن الموضوع، وكذلك الاستفادة من تجربة أكثر من أسلوب، ويخلص الكتاب إلى الحصول على صحة سليمة اعتمادًا على شمول المستويات والجوانب المختلفة التي تؤثر في نتائج الأفراد بعيدًا عن العقاقير والمنتجات العلاجية.
مؤلف كتاب نعمة الصحة بعيدًا عن العقاقير
د. حنان سليم: صيدلانية مصرية أمريكية، ومن الخبراء الرواد في مجال الأداء العالي، ومتحدثة دولية ابتكرت أسلوبًا جديدًا لرفع مستوى الأداء؛ قرَّرت في السابعة من عمرها أن تصبح صيدلانية، وقد كان، فدرست الصيدلة بجامعة سانت جونز كوينز بنيويورك ولُقِّبت بـ”صيدلي المستقبل”، وبعد سنوات طويلة من الخبرة في مجال الرعاية الصحية اتجهت إلى مجال زيادة طاقة الدماغ والتركيز والتحكم في خسارة الدهون واكتسابها.