هرم التغيير للرشاقة
هرم التغيير للرشاقة
كثيرًا ما يفشل الناس عندما يقرِّرون خسارة الدهون وإنقاص الوزن الزائد، فيُلزِمون أنفسهم بحميات غذائية مختلفة وبممارسة التمارين الرياضية، ثم تفتر عزائمهم عن المواصلة دون تحقيق الهدف الذي كان حلمًا لهم، ويعود ذلك الفشل إلى ما تتطلَّبه الرياضة والحميات الغذائية من إرادة صلبة وعزم لا يلين، وكلاهما جانب سلوكي فقط، فيكون التغيير حينئذٍ في مستوى واحد فحسب، ألا وهو: السلوك، إذ إننا نظلم أنفسنا بالاقتصار على جوانب دون غيرها من جوانب التغيير، ويمكن أن نُطلِق على جوانب التغيير الشاملة تلك: هرم التغيير، ويشمل خمسة مستويات مُرتَّبة من الأدنى إلى الأعلى: علم وظائف الأعضاء، والمشاعر، والإحساس، والتفكير، والسلوك؛ حيث يساعد هذا الترتيب على بلوغ قمة الهرم، وقد قطع الفرد شوطًا لا يُستهان به في رحلة التغيير دون أن يُفاجأ بصعوبات ذلك التغيير في الجانب السلوكي.
إن أول تحدٍّ يواجهنا في تلك الرحلة هو التشويش والتشتُّت، إذ إنه كلما أثقل الإنسان كاهله بالأهداف وشغل نفسه بالعمل عليها كلها في نفس الوقت قنع بالمماطلة والتسويف، والأفضل من أن يفرق الإنسان مجهوده بين عدة مشكلات؛ أن يركِّز على هدف واحد أو مشكلة كبرى فحسب كي يسمح بتدفُّق الطاقات وتنشَط الهمم والقدرات لحلها ثم ينتقل إلى غيرها بعد ذلك، ولتقريب المسألة إلى الذهن دعنا نفكر: ماذا يحدث عندما يُجرح جسدنا؟ يُركِّز نظام التخثُّر الموجود بداخلنا على هذه المنطقة الجريحة ليعمل على التئام الجرح، ومما يعوق بلوغ أهدافنا في تلك الرحلة أن نتعلق بالأفكار والمشاعر السلبية، ولذلك وجَّهت الكاتبة إلى اللجوء لعدة حيل للتخلُّص من السلبيات كالتأمل الذي يُعيد انتباهنا عندما تجري الأمور على غير المأمول، والاستمتاع بالطبيعة الخلابة التي تحسِّن من الجو الداخلي للإنسان، وكذلك العمل على إيقاظ نصف الكرة المخية الأيمن عن طريق استخدام اليد والرجل اليسرى إن كنت أيمن والعكس مع الأعسر أو ممارسة تمارين يوغا الضحك، وبالتالي فإننا نحتاج إلى استبدال التفكير في مشكلتنا على النحو الذي يُذكِّرنا دومًا بالسلبية، أعني: البدانة والوزن الزائد إلى هدف إيجابي يبعث فينا الطاقة كأن تصبح رشيقًا.
الفكرة من كتاب نعمة الصحة بعيدًا عن العقاقير
لقد سئمنا الطرق التقليدية المحصورة في ممارسة الأنشطة الرياضية بهدف خسارة الدهون والوصول إلى وزن صحي ومثالي كما مللنا الإعلانات المتكررة عن منتجات غير فعَّالة لاكتساب الطاقة واستعادة الحيوية والنشاط، ويبدو أن كثيرًا منا فقد الأمل وتناسى أهدافه بعد محاولات متكررة باءت بالفشل.
يعرِّفنا هذا الكتاب بتجربة شخصية لمؤلفته طوَّرتها مع الوقت نتيجة للبحث المكثَّف عن الموضوع، وكذلك الاستفادة من تجربة أكثر من أسلوب، ويخلص الكتاب إلى الحصول على صحة سليمة اعتمادًا على شمول المستويات والجوانب المختلفة التي تؤثر في نتائج الأفراد بعيدًا عن العقاقير والمنتجات العلاجية.
مؤلف كتاب نعمة الصحة بعيدًا عن العقاقير
د. حنان سليم: صيدلانية مصرية أمريكية، ومن الخبراء الرواد في مجال الأداء العالي، ومتحدثة دولية ابتكرت أسلوبًا جديدًا لرفع مستوى الأداء؛ قرَّرت في السابعة من عمرها أن تصبح صيدلانية، وقد كان، فدرست الصيدلة بجامعة سانت جونز كوينز بنيويورك ولُقِّبت بـ”صيدلي المستقبل”، وبعد سنوات طويلة من الخبرة في مجال الرعاية الصحية اتجهت إلى مجال زيادة طاقة الدماغ والتركيز والتحكم في خسارة الدهون واكتسابها.