الدبلوماسية في عصر العولمة
الدبلوماسية في عصر العولمة
تعدُّ العولمة الابن الشرعي للتطوُّر التكنولوجي الذي أحدث بدوره نقلة نوعية في شتى مجالات الحياة، ولم تكن الدبلوماسية بمنأى عن تلك التغيرات التي سادت العالم أجمع، فرغم استمرار مؤسساتها التقليدية في ممارسة عملها، فقد وجدت نفسها مضطرة إلى الإنصات لما يمليه عليها واقعها الجديد، فالثورة الرقمية أفضت إلى تجاوز الحدود بين الدول، فإذا مرضت إحدى الدول في المشرق أصابت العدوى نظيرتها في المغرب.
من هنا بدأت تظهر مشكلات جديدة على الساحة العالمية كالحروب الإقليمية والأزمات المالية والبيئية وقضايا حقوق الإنسان لا سيما الفقر والجوع والمساواة بين الجنسين، بالإضافة إلى التحديات الأمنية ومكافحة الإرهاب والأسلحة المحرمة دوليًّا، ناهيك عن الجائحة المرضية التي لا تفرِّق بين دولة متقدمة وأخرى نامية، مما أعاد التعريف التقليدي إلى مفاهيم الحرب والصراع والأمن الوطني، بسبب نشأة أزمات جديدة معقدة تتطلَّب نهجًا جديدًا من الدبلوماسية الدولية المحايدة تهدف إلى خلق شراكة عالمية من أجل مواجهة مثل تلك الأخطار وإلا تحوَّلت إلى كوارث!
كذلك أسهمت العولمة في خلق ما يشبه العالم الموازي الذي تمثَّل في نشأة بعض الفئات والمنظمات غير الحكومية التي أصبحت من القوة بمكان لأن تنافس الدول في ميدان مجتمعاتها، فمنظمات المجتمع المدني جذبت كثيرًا من الاهتمام بفضل أدوارها الإنسانية ونجاحها في سد بعض الفجوات في الدور المنوط ببعض الدول، كما خلقت العولمة لونًا جديدًا من الإنتاج الرأسمالي تمثَّل في الشركات المتعددة الجنسيات وما نتج عنها من قضايا تتعلق بالأمن الاقتصادي والسياسات الحمائية للدول وقضايا التلوث البيئي، كذلك برزت ظاهرة المنظمات الإقليمية التي بدورها فرضت قيودًا على سياسات الدول، الأمر الذي وضع الدبلوماسية على المحك، فإما أن تستمع بإنصات لكل تلك المتغيرات وإما أن تتسبَّب في ضياع كثيرٍ من الفرص التي كان يمكن أن تستغلَّها.
الفكرة من كتاب الدبلوماسية: مقدمة قصيرة جدًّا
عن طريق المفاوضات تقوم الدول المختلفة بهندسة علاقاتها الدولية مع الدول الأخرى، وهنا تظهر أهمية الدبلوماسية، فالتفاوض ما هو إلا صراع بين عقليتين تريد كلٌّ منهما فرض رؤيتها على الأخرى..
في هذا الكتاب يستكشف المؤلف تطوُّر الدبلوماسية من منظور تاريخي مستعينًا بأمثلة استقاها من مراحل تاريخية مهمة؛ مثل: الثورة الأمريكية والحرب العالمية الثانية والحرب الباردة، ويُظهِر كيف تم استخدام الدبلوماسية لتشكيل أركان العالم الذي نحيا فيه اليوم، ويرى المؤلف أن الدبلوماسية هي حصان طروادة السياسة.
مؤلف كتاب الدبلوماسية: مقدمة قصيرة جدًّا
جوزيف إم سيراكوسا Joseph M. Siracusa: أستاذ الأمن البشري والدبلوماسية الدولية في المعهد الملكي للتكنولوجيا في ملبورن. اشتهر دوليًّا بكتاباته في مجالات الدبلوماسية الدولية والأسلحة النووية، والحرب الباردة.
كما أن له العديد من المؤلفات من بينها:
الأسلحة النووية.
من الكساد إلى الحرب الباردة.
تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية.