دور الأسرة في قوة الأمة
دور الأسرة في قوة الأمة
إن من معاني الأسرة في لغة العرب الدرع التي يلبسها المقاتل في الحرب لتحميه من طعنات الرماح وضربات السيف، يقول الله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾، فتبدأ الأسرة بالزواج، والزواج هو سنَّة الله التي يحفظ بها النوع الإنساني، لكن الزواج في الإسلام هو السكن والمودَّة والرحمة، فالزوج الذي يُكرم زوجته ويقوم بحقِّها وكذلك الزوجة التي تُكرم زوجها وتقوم بحقِّه يُمثل كلاهما للآخر عونًا كبيرًا لتحقيق غاية وجودهما، فيُكملان الحياة يعبدان ربَّهما بطمأنينة وسكينة.
والزواج يزرع في الرجل معنى الرجوله وتحمُّل المسؤولية، فيُكلِّفه بالدفاع عن بيته وتوفير احتياج أفراد أسرته، والرجل الذي يحفظ الدين ويحميه هو الفارس القوي الذي يستحق الحُب، ويستحق أن تتعلَّق به عواطف المرأة، لذلك تفتخر الزوجة بزوجها عندما يكون فارسًا همه حفظ الدين والدفاع عنه، ويملأ نفسها عزًّا.
إن المجتمعات الحديثة تعيش في أزمة، وذلك لأن الكثير من النساء يحتقرن أزواجهن الذين لا يوفِّرون لهن أسباب الفخر بهم، كتطلُّعه إلى المجد وتحمُّله للمسؤولية، ودفاعه عن دينه، وبهذا تخرج أجيال هشَّة ضعيفة لا تعرف الإكرام والفخر والعزَّة.
لقد نجح الغرب في تمرير نموذجه الحضاري إلينا، فالأهم هو الرفاهية والمتع وزينة الدنيا وإن كان على حساب الأمم الأخرى، مما يعكس في النفوس معنى الاستحقار والتكبُّر والغرور، فنرى الحضارات التي تفنى أمامها حضارات أخرى.
فلكي نبني المستقبل لا بدَّ أن ندرس التجربة التي عاشها الصحابة (رضوان الله عليهم)، ونعيد إلى قلوبنا إيمانها بأهمية الدور والوظيفة الحضارية الإنسانية التي يقوم بها الفرد والأمَّة.
الفكرة من كتاب القرآن مصدر قوَّة الأمة
تتصارع الأمم لتكون هي القوَّة الأولى في العالم، فتوظف الأمَّة كل القوى لتحقيق ذلك المطلب، ولكن بين كُل القوى التي توظفها، هناك قوَّة مركزية حقيقية غائبة عن الأمم، ولا توجد إلا في الأمَّة الإسلامية، وهي القوة التي يبنيها القرآن الكريم على نحو مُميَّز في نفوس المؤمنين العاملين بالقرآن، فالقرآن مصدر القوَّة للأمة وهو الذي سيوحدها مرة أخرى، ويعيد إليها وظيفتها الحضارية ودورها العالمي، وفي هذا الكتاب تمهيد لهذه المرحلة عن طريق تصحيح المفاهيم وإعادة ضبط البوصلة.
مؤلف كتاب القرآن مصدر قوَّة الأمة
سليمان سالم صالح، مصري الجنسية، وُلد سنة 1959 في محافظة شمال سيناء، أستاذ الصحافة والإعلام الدولي بكلية الإعلام جامعة القاهرة، حصل على درجة الدكتوراه في الإعلام، وشغل منصب أستاذ الاتصال الجماهيري بجامعة قطر قسم الإعلام والمعلومات، ثم جامعة الشارقة كلية الاتصال، وحصل على جائزة أفضل بحث علمي عن التلفزيون التعليمي وآفاق المستقبل من جامعة قطر سنة 2006.
من مؤلفاته:
نظريات القيادة
وسائل الإعلام والرأي العام.
وسائل الإعلام وإدارة الصراع العالمي.
الأسس العلمية لإعداد قادة المستقبل.