حُكم غير مُتوقَّع واستدعاء رئاسي آخر

طلب رئيس المحكمة من طالب أن يدلي بإفادته وقد أوضحها طالب ذاكرًا موضوع محاضرته لكن رئيس المحكمة كان يرد عليه بعبارات استهزاء واستخفاف، ثم قرأ المدعي العام العسكري لائحته التي تتضمَّن تُهم تسميم أفكار الطلبة ونشر الأفكار الماركسية المناهضة لأفكار حزب البعث، ومحاولة خلق حركة ثورية لقلب نظام الحكم، وإهانة السيد النائب صدام حسين، وبعد رفع الجلسة للتداول قرَّر رئيس المحكمة الحكم على طالب بالسجن مدة ثلاث سنوات، ليتم أخذه إلى زنزانته في سجن أبو غريب.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

بعد عدة أيام جاء موعد أول زيارة لزوجته مع إخوتها وأطفاله، ثم بدأ باقي الأهل والأصدقاء والطلاب يتجمَّعون لزيارته حتى اضطرَّت إدارة السجن إلى تخصيص المطعم لاستقبالهم، وقد ذكر الكاتب أن أخويه مقداد وعادل لم ينقطعا عن زيارته طيلة مدة مكوثه في السجن، كما ذكر أنه كان يمارس الرياضة في سجنه، وينظم فقرات للقراءة وتبادل الآراء بعدما سمحت إدارة السجن بإدخال الكتب، وقد ترجم بنفسه كتاب “الحساب الاقتصادي” لشارل بتلهايم وكتبًا أخرى، وكتب عدة مقالات اقتصادية.

استمر الحال هكذا حتى فوجئ طالب والمساجين في أحد أيام الصيف بدخول مسؤولي السجن والمخابرات وصراخ المدير العام طالبًا من دكتور طالب تجهيز نفسه لأن النائب صدام حسين يطلبه على الفور، وبالطبع ظن الجميع أنه سيتم إعادة محاكمته نظرًا إلى أن النائب لم يرض بهذا الحكم الخفيف.

مع صعود حزب البعث وتولي حكم العراق كانت السلطة الأمنية محكمة قبضتها على كل أمر في البلاد بتحكم مباشر من قِبَل نائب الرئيس آنذاك والحاكم الفعلي صدام حسين، وشملت هذه السيطرة الجامعات والمؤسسات الأكاديمية بالعراق، وبالطبع على رأسها جامعة بغداد وكلياتها وبالأخص كلية الاقتصاد والسياسة التي شهدت في عام 1976م حدث اعتقال الدكتور طالب البغدادي في أثناء إلقائه محاضرة لطلابه، ويصبح ذلك الحدث حديث المجتمع العراقي، في هذا الكتاب يحكي لنا الدكتور طالب تفاصيل حياته في هذه الفترة وما حدث له.

د. طالب البغدادي: أستاذ جامعي عراقي، حصل على الدكتوراه في العلوم الاقتصادية بجامعة بواتييه بفرنسا عام 1973م، وعمل أستاذًا جامعيًّا في جامعة بغداد عام 1974م وحتى اعتقاله ومنعه من العمل، ثم عمل أستاذًا جامعيًّا في جامعة الزيتونة في الأردن عام 1995م ورئيسًا لديوان رئاسة الجمهورية العراقية عام 2004م.