طالب وصدام وجهًا لوجه
طالب وصدام وجهًا لوجه
في صباح السادس من نوفمبر عام 1976م، وفي أثناء شرح الدكتور طالب البغدادي محاضرة له في كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة بغداد جاءه رئيس القسم ليعلن له بكل توتُّر خبر استدعاء النائب صدام حسين له، وقد كان صدام حسين وقتها نائبًا لرئيس مجلس قيادة الثورة لكنه كان الحاكم الفعلي للبلاد، وقد قرر طالب الذهاب إلى بيته أولًا لرؤية زوجته خشية عدم رؤيتها مرة أخرى وقد أوصته بأن يحفظ كرامته مهما كان.
وصل الدكتور طالب برفقة رئيس القسم إلى مجلس قيادة الثورة وهو لا يزال يجهل سبب استدعائه، وعندما وصل فوجئ بوجود عدد كبير من طلبة درَّس لهم، كما وجد صباح ميرزا وهو مرافق النائب صدام حسين، وبعض المحاضرين وعميد الجامعة ورئيس الكلية والمستشارين الاقتصاديين للمجلس الذين تعمَّدوا عدم مصافحته ولم يعلم أيضًا سبب ذلك التجاهل.
بعد فترة من الانتظار حضر النائب صدام حسين وقام الجميع، وأول ما فعله صدام بعد دخوله هو توبيخ الدكتور طالب وتوجيه أسئلة متعلقة بعلاقته بالسياسة والشيوعية والماركسية والتي نفى البغدادي علاقته بها، لكن صدام حسين صرخ في وجهه قائلًا: “اخرس واجلس” ليتوجه بالحديث إلى الحاضرين عن حالة العراق وكيف نهض صدام به وجعله في عداد الدول المتقدِّمة القائدة للمنطقة، وهنا علم الكاتب سبب استدعائه وتجاهله بعدما وجَّه صدام حسين الحديث إليه بأنه سمم أفكار طلابه ومعارضة شعارات حزب البعث.
الفكرة من كتاب حكايتي مع صدام
مع صعود حزب البعث وتولي حكم العراق كانت السلطة الأمنية محكمة قبضتها على كل أمر في البلاد بتحكم مباشر من قِبَل نائب الرئيس آنذاك والحاكم الفعلي صدام حسين، وشملت هذه السيطرة الجامعات والمؤسسات الأكاديمية بالعراق، وبالطبع على رأسها جامعة بغداد وكلياتها وبالأخص كلية الاقتصاد والسياسة التي شهدت في عام 1976م حدث اعتقال الدكتور طالب البغدادي في أثناء إلقائه محاضرة لطلابه، ويصبح ذلك الحدث حديث المجتمع العراقي، في هذا الكتاب يحكي لنا الدكتور طالب تفاصيل حياته في هذه الفترة وما حدث له.
مؤلف كتاب حكايتي مع صدام
د. طالب البغدادي: أستاذ جامعي عراقي، حصل على الدكتوراه في العلوم الاقتصادية بجامعة بواتييه بفرنسا عام 1973م، وعمل أستاذًا جامعيًّا في جامعة بغداد عام 1974م وحتى اعتقاله ومنعه من العمل، ثم عمل أستاذًا جامعيًّا في جامعة الزيتونة في الأردن عام 1995م ورئيسًا لديوان رئاسة الجمهورية العراقية عام 2004م.