مشكلة العدوان عند الطفل
مشكلة العدوان عند الطفل
تواجه كل أسرة في أي مجتمع بعض المشكلات في تعاملها مع أطفالها وتربيتهم، وقد تتصل هذه المشكلات بطبيعة الطفل نفسه، واحتياجاته، ومطالبه وفق كل مرحلة عمرية، وما طرأ من تغيرات اجتماعية وتكنولوجية، وبالتالي لا يمكن بناء سلم أخلاقي واضح ومحدد يوجه الفرد في حياته اليومية والاجتماعية، لذا من الضروري إلمام الأهل بطرق التفاعل مع الأطفال في مراحلهم العمرية المختلفة، وكيفية التعامل مع مشكلاتهم، ومن المشكلات النفسية التي قد يعانيها الأطفال، وضروري على الآباء العلم بكيفية التعامل معها “العدوان”، فلا يوجد بيت لا يقوم فيه الوالدان بكبح أساليب أطفالهم العدوانية؛ أي ميلهم إلى إلحاق الأذى بغيرهم أو بممتلكاتهم.
وتوضح نظريات عديدة أن العدوان عادةً ما يكون نتيجة لإحساس الطفل بالإحباط، أو نتيجة لعدم قدرته على إشباع حاجاته أو تحقيق رغباته، بالإضافة إلى عدم إيقاف الوالدين لعملية إلقاء الأوامر، أو قد يكون الطفل يعاني عدم الاستقرار والقلق بسبب عدم تلقِّيه الحب الكافي فيظهر ذلك في شكل أفعال عدوانية، ولا يمكن تجاهل تأثير البيئة حوله فيه، فالطفل يتعلم السلوك بالملاحظة والتقليد، وقد يأخذ أباه مثلًا نموذجًا عدوانيًّا يحتذي به، ولا يعني هذا كبح مشاعر الغضب عند الطفل، فالتعبير عن الغضب أمر ضروري لشعوره بالاستقلالية، وهنا يجب على الوالدين أن يوضّحا لطفلهما أن من حقه التعبير عن الغضب، لكن هذا لا يسمح له بإيذاء الآخرين، ويمكن التقليل من هذه العدوانية من خلال استخدام أسلوب التحذير قبل العقاب مثلًا، والحرص على الثناء والانتباه عندما يتحسَّن أسلوب الطفل، ويمكن تعليمه الطرق السليمة للحصول على ما يريد، كالاستئذان من صديقه للعب بلعبته، وتعليمه أهمية المساعدة والتعاون، وتجنب الوالدين الدخول مع الطفل في جدال جاد إلا إذا كانا متأكدين من فوزهما في النهاية، ومن المهم أن يكون دائمًا هناك ثمن مناسب على أفعاله العدوانية.
أما عندما يتعرض الطفل للعدوانية من طفل آخر، فيجب على الوالدين ألا يسمحوا أن يتعرَّض طفلهما للأذى أبدًا، لأن ذلك قد يصيبه بمتاعب نفسية كالخوف والعزلة، ويمكنهما إخبار طفلهما أن يرد الضرب للطفل الآخر، أو توبيخ الطفل الآخر أمامه، والطلب من والديه المساعدة على ذلك.
الفكرة من كتاب الأسرة وتربية الطفل
يتعدَّد مفهوم الأسرة بتعدُّد المدرسة الفكرية التي ينتمي إليها صاحب التعريف، إلا أن الجميع متفق على أنها نواة أي مجتمع، وأفضل مناخ لتربية ورعاية وتوجيه الأبناء، فتركِّز الكاتبة هنا على مشكلات الطفل الاجتماعية، وحقوقه في الأسرة والمجتمع، وكيفية تنشئته اجتماعيًّا، والمعوقات لهذه التنشئة، وتوضيح أهم مشكلات الطفولة المبكرة.
مؤلف كتاب الأسرة وتربية الطفل
هدى محمود الناشف: ولدت في عمان سنة 1936 ميلاديًّا، حصلت على البكالوريوس في علوم التربية والشؤون الاجتماعية، وعُيِّنت محاضِرة في الجامعة البحرانية، ومن ثم الجامعة الأمريكية في القاهرة، لها العديد من المؤلفات، ومنها:
تنمية المهارات اللغوية لأطفال ما قبل المدرسة.
تصميم البرامج التعليمية لأطفال ما قبل المدرسة.
قضايا معاصرة في تربية الطفولة المبكرة.
الاتجاهات المعاصرة في تربية طفل الرياض والكويت.