الأسرة وتنشئة الطفل
الأسرة وتنشئة الطفل
على الرغم من كثرة التعريفات الخاصة بالتنشئة الاجتماعية للطفل، فإن جميعها يهدف إلى إكساب الطفل سلوكًا وقيمًا تساعده على الاندماج في الحياة الاجتماعية، وتمر التنشئة الاجتماعية بعد مراحل، وهي: تنشئة اجتماعية أولية داخل الأسرة، وتكون في السنوات الست الأولى من حياة الطفل، وهي المرحلة الأعمق أثرًا في حياة الطفل، وهناك تنشئة اجتماعية ثانوية يتعرَّض لها الطفل من أطراف خارج أسرته كالحضانة والمدرسة ودور العبادة والنادي والأصدقاء، وقد يتعرَّض فيها لنماذج مخالفة لما تربَّى عليه داخل أسرته، وهناك تنشئة اجتماعية موازية للتنشئة الأولية والثانوية، وتقدِّمها وسائل الإعلام المختلفة من تلفزيون وكتب ومسرح وسينما، لذا من الضروري أن يتساءل الآباء أنفسهم عما يفعلون لتنشئة أبنائهم اجتماعيًّا، وكيفية زرع العادات والقيم الاجتماعية المقبولة فيهم!
ومن أشهر الطرق التي يستخدمها الآباء في شتى أنحاء العالم لتعديل سلوك أبنائهم هي الثواب والعقاب، ويُستخدَم هذا الأسلوب كوسيلة لتدريب الطفل على سلوك معيَّن يعتبره الوالدان مقبولًا لمن حولهم، أو يحاولان منع سلوك معين غير مرغوب بالنسبة إليهم، فمثلًا يكافأ الطفل عندما يساعد والدته في أعمال المنزل البسيطة، أو يسمح لصديقه أن يشاركه لعبه، في حين أنه يعاقب عندما لا يمتثل للأوامر الموجهة إليه، كعدم غسله مثلًا ليديه، أو استخدام ألفاظ بذيئة، والكثير من تصرُّفات الأطفال اليومية التي لا حصر لها.
لكن للأسف العملية ليست بهذه البساطة، على الرغم من ثبوت نظريات العلم بأن الأفعال التي كوفئ الطفل عليها أصبحت أقوى بمرور الوقت، وأن الأفعال التي عوقب بسببها تميل إلى أن تختفي مع الوقت، إلا أن هناك عوامل أخرى تجعل هذه النتائج غير مضمونة على الإطلاق، فمثلًا لا ينتظر الأطفال دائمًا حتى يوقَّع عليهم الجزاء سواء عقابًا أو ثوابًا ليكتسبوا أنواعًا من السلوك إيجابية أو سلبية، بقدر ما يلاحظون ويقلدون ويحرصون بصفة خاصة على تقليد الأشخاص الموجودين معهم في واقعهم المعيش، أو شخصيات تُعرض لهم من خلال وسائل الإعلام، وثبت أيضًا أن الثواب المعنوي أفضل من المادي، وأنه يجب الابتعاد تمامًا عن العقاب الجسدي.
الفكرة من كتاب الأسرة وتربية الطفل
يتعدَّد مفهوم الأسرة بتعدُّد المدرسة الفكرية التي ينتمي إليها صاحب التعريف، إلا أن الجميع متفق على أنها نواة أي مجتمع، وأفضل مناخ لتربية ورعاية وتوجيه الأبناء، فتركِّز الكاتبة هنا على مشكلات الطفل الاجتماعية، وحقوقه في الأسرة والمجتمع، وكيفية تنشئته اجتماعيًّا، والمعوقات لهذه التنشئة، وتوضيح أهم مشكلات الطفولة المبكرة.
مؤلف كتاب الأسرة وتربية الطفل
هدى محمود الناشف: ولدت في عمان سنة 1936 ميلاديًّا، حصلت على البكالوريوس في علوم التربية والشؤون الاجتماعية، وعُيِّنت محاضِرة في الجامعة البحرانية، ومن ثم الجامعة الأمريكية في القاهرة، لها العديد من المؤلفات، ومنها:
تنمية المهارات اللغوية لأطفال ما قبل المدرسة.
تصميم البرامج التعليمية لأطفال ما قبل المدرسة.
قضايا معاصرة في تربية الطفولة المبكرة.
الاتجاهات المعاصرة في تربية طفل الرياض والكويت.