فرديناند ومحمد علي
فرديناند ومحمد علي
عُيِّن فرديناند في مصر نائبًٍا لقنصل فرنسا في الإسكندرية في منصب والده، في وقت كان فيه محمد علي واليًا على مصر، وهو من اختاره ماثيو ديليسبس من الجيش التركي لتولِّي ولاية مصر حين كان في حملة نابليون، وأبحرت السفينة بنائب القنصل عن طريق ميناء مارسيليا، في وقت انتشرت فيه حالات قليلة مصابة بوباء الكوليرا، إلا أنه قبل رسو السفينة بيومٍ في ميناء الإسكندرية أصيب أحد البحارة بصداع، ومات قبل حلول الصباح، وقام القبطان بإلقاء الجثة في البحر بسرعة، غير أن سلطات الميناء أمرت ببقاء السفينة لمدة أسبوعين في عرض البحر، وإن لم تظهر حالات كوليرا جديدة يمكن لها أن تدخل إلى الميناء.
وهنا قرَّر القنصل أن يخفِّف عن الشاب القادم من فرنسا سأم البقاء في البحر بلا هدف، فأرسل رسولًا إلى السفينة المحجور عليها بحزمة من الكتب؛ لعلَّ الشاب يشغل وقته بالقراءة عن البلد الذي سيخدم فيه، وفتح الشاب الكتب، ووجد فيها تقريرًا لمهندس نابليون (لابير) به اكتشافاته التي تتعلَّق بالمسوح والخطط الخاصة بقناة مقترحة تربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط، وكان هذا ما جذب الشاب في أثناء الجامعة؛ مشروع سان سيمون؛ الطريق التجاري.
عرف فرديناند من كتاب (لابير) تاريخ هذه القناة، وأنها كانت تربط النيل بالبحر الأحمر قبل ثلاثة آلاف سنة، وأنها امتلأت بالطمي، وأعيد بناؤها في زمن دارا؛ لتكون ممرًّا بين آسيا وأوروبا في أثناء الحروب الفارسية، وأن نابليون أتى إلى مصر لأن هذه القناة ستفيده في احتلال الهند وتدمير إنجلترا.
وكان (لابير) يعتقد أن من الممكن استخدام القناة كطريق دائم للتجارة مثل طريق رأس الرجاء الصالح، ولهذا قرَّر فرديناند إقناع محمد علي بشق هذه القناة. وذهب إلى لقائه، فرحَّب به محمد علي جدًّا، إلا أنه رفض فكرة القناة، وقال إن تركيا لن تستطيع منحه امتيازًا في أرض مصر، وقد كان مشغولًا بالتوسُّعات، بالإضافة إلى عدم رغبته في الصدام مع الدول الأجنبية، وتلقَّى فرديناند الرد نفسه من عباس باشا خليفة محمد علي؛ الذي لم يكن مهتمًّا بعمل أي إصلاحات.
الفكرة من كتاب ديليسبس وقناة السويس.. عبقرية الإنسان والتاريخ
يبحث هذا الكتاب في حياة فرديناند ديليسبس، من نشأته حتى وفاته، موضِّحًا مواطن براعته، والجهود التي بذلها لإنجاح مشروع قناة السويس.
مؤلف كتاب ديليسبس وقناة السويس.. عبقرية الإنسان والتاريخ
لورا لونج: كاتبة أمريكية، ولدت في إنديانا، ودرست في شيكاجو، والتحقت فيما بعد لمدة سنة بكلية الزراعة في ميشيغان.
من مؤلفاتها: “جون بيتر زينجر”، و”مدافع شاب عن الصحافة الحرة”، و”أوليفر هازارد بيري.. فتى البحر”، و”جورج ديوي: فتى فيرمونت (طفولة مشاهير الأمريكيين)”.