النشأة

كان ماثيو ديليسبس صديقًا لنابليون، وقد وهب حياته لخدمته في وزارة الخارجية الفرنسية، وقد عاد من مصر مؤخرًا ليولد ابنه على أرضٍ فرنسية، وليقدِّم لنابليون توصية سيكون لها شأن كبير في مصير هذا الولد، هذه التوصية كانت اسم رجل يرأس الحكومة الجديدة في مصر، وقد كان هذا بعد هزيمة البحرية البريطانية للأسطول الفرنسي، مما حتَّم على القوات الفرنسية الانسحاب من مصر.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

واقترح ديليسبس على نابليون أن يكون الرجل محمد علي بك؛ جنرال تركي طالما فضل الفرنسيين على البريطانيين، وهو من سيحفظ مصالح الفرنسيين في مصر، ووافق نابليون على اقتراح ديليسبس الذي أتى إلى الدنيا ابنه في اليوم التاسع عشر من شهر نوفمبر عام ألفٍ وثمانمائة وخمسة، وله ثلاثة إخوة أكبر منه، وكانت والدته الإسبانية تريد أن تسميه فرناندو، لكن الأب أراد ترجمة الاسم إلى الفرنسية فأسماه فرديناند.

لم تمثِّل السياسة أهمية في حياة أطفال هذه العائلة، ولكن الأهم كان تحديد المكان الذي سيعيشون فيه، فقبل أن يبلغ فرديناند السنتين أوفد والده إلى ليجورن في شمال إيطاليا، ثم انتقل بعد ذلك إلى كورفو حيث عمل بمنصب الحاكم لجميع هذه الجزر، وبقي هو هناك، ونقل زوجته وأولاده إلى بيزا بسبب الخطر الإنجليزي الذي يحيط بكورفو، وهناك نشأ فرديناند وإخوته الثلاثة على يد أمهم، وهناك حصل فرديناند على دروسه، وتعلَّم ركوب الخيل بسهولة واقتدار، وتحلَّى بأخلاق الفرسان، وفي يومٍ من الأيام استولى الحلفاء على باريس ونفى بونابرت وجلس مكانه لويس بوربون.

وأُصدِرَ الأمر لماثيو بالاستسلام للبريطانيين، وأبدى مقاومةً في البداية إلا أنه نفَّذ أمر الملك الجديد على مضض، وبسبب تأخيره في التنفيذ ورفضه إطاعة الأوامر قرَّرت الخارجية تخفيض رتبته من قنصل إلى مساعد قنصل؛ وكان هذا خبرًا سيئًا لأنه يعني تخفيض الراتب الذي كان بالكاد يكفيهم.

ولكن فجأةً عاد نابليون إلى سدة الحكم، وخلع الملك، وأصبح والد فرديناند بطلًا، وأمر نابليون بمنحه لقب (كونت) الإمبراطورية، ومنحه مقاطعة أو مدينة يحكمها هو وأولاده، غير أن الكونت طلب من نابليون أن يتيح لابنه فرديناند تعليمًا جيدًا، وهو ما كان.

يبحث هذا الكتاب في حياة فرديناند ديليسبس، من نشأته حتى وفاته، موضِّحًا مواطن براعته، والجهود التي بذلها لإنجاح مشروع قناة السويس.

لورا لونج: كاتبة أمريكية، ولدت في إنديانا، ودرست في شيكاجو، والتحقت فيما بعد لمدة سنة بكلية الزراعة في ميشيغان.

من مؤلفاتها: “جون بيتر زينجر”، و”مدافع شاب عن الصحافة الحرة”، و”أوليفر هازارد بيري.. فتى البحر”، و”جورج ديوي: فتى فيرمونت (طفولة مشاهير الأمريكيين)”.