لماذا قد يفشل الزواج؟
لماذا قد يفشل الزواج؟
ننتقل إلى أمر مهم للحياة الزوجية وهو ما نسميه بالشعور القوي بالمعيَّة، ويحدث ذلك بشعور الزوج بتأييد زوجته وتقديرها له، وعدم وقوفها على ما يتخطَّى إمكانياته وبخاصةٍ على المستوى المادي وإظهار جوانب ضعفه، بل تعينه على الوصول إلى الأهداف القريبة، والحق أن نذكر هنا ضرورة وجود توزيع عادل للسلطة بين الرجل والمرأة في الحياة الزوجية، فالمرأة تريد أن تكون شريكة للرجل وليست مجرد أداة لخدمته أو تسهيل حياته.
باعتبار أننا أوضحنا أن ماضي الطرفين وطفولتهما له تأثير في العلاقة الزوجية، فينبغي التذكير أيضًا أن الزوجين كونهما سينشئان أسرة فهما مطالبان بتهيئة جو مناسب لأطفالهما لضمان نجاح حياتهم الزوجية فيما بعد، والأسرة هي النظام الذي ينشئه الزوجان بشكل حضاري ويمُيِّز البشر عن النظم الحيوانية، وهذا ما يفسِّر ربط سقوط الأمم بانحلال الأسر، كسقوط الدولة الرومانية الذي ارتبط بالانحلال الاجتماعي في روما، حين أصبح الزواج مجرد عقد مدني، وضعفت فيه سلطة الأب بامتلاك النساء لحق الطلاق، وحدوث الخلل في نظام الميراث، لتتخطَّى الحرية الزوجية حدودها وتدخل حيز الإباحية.
ولا شك أن مبدأ فصل الدولة عن الدين أدى بدوره إلى ضعف السلطة الدينية، وبالتالي فقدان الأسرة معناها الديني وحصرها في مجرد عقد مدني، ما يعني ارتفاع نسب الطلاق وما يترتَّب عليها، وهناك أيضًا أسباب أخرى أبرزها التغيرات الاقتصادية، بالتحوُّل من سيادة النظام العائلي في الإنتاج حين كانت تمارس الأسرة صناعاتها اليدوية في المنزل مع أعمال الزراعة والرعي إلى خروج رب البيت والغياب في العمل لساعات طويلة، وهناك أيضًا حركات “التحرير النسوي” التي عملت على تغيير مركز المرأة الاجتماعي المعروف بالفطرة، بحيث أصبح السائد هو اتجاه النساء إلى العمل خارج المنزل، ودون النظر إلى ما ينلنه من استقلال اقتصادي، فقد أدى ذلك إلى اعتبار المنزل مجرد فندق للنوم يأتي إليه الزوجان منهكين من العمل ما يعني تفكُّك جسيم للأسرة.
الفكرة من كتاب الزواج والاستقرار النفسي
يدخل المرء مرحلة جديدة في حياته ليفكِّر في الزواج، وما إن يبدأ خطوته الأولى حتى يجد الطريق وعرًا فيخشى تقلُّباته وفشل زواجه، ومن ناحية أخرى هناك من بدأ حياته مع شريكة حياته وتزوَّجا بالفعل، ولكن في أثناء محاولتهما بناء تكيُّف زوجي وتحقيق السعادة التي حلما بها فترة الخطوبة يجدان صدمات الواقع ومسؤوليات مرهقة لتضرب بأحلامهما عرض الحائط مع خلافاتهما التي لا تنتهي، ما الذي يجري حقًّا؟ وهل هناك خطى تجنِّبنا فشل الزواج أو دخوله إلى مرحلة السأم المعتادة، ما بين محاولة البحث لزواجٍ ناجح وشريك مثالي للمقبل على الزواج، واستمرار زواج مرضي للمتزوِّجين فعلًا.. تجد هنا الجواب.
مؤلف كتاب الزواج والاستقرار النفسي
زكريا إبراهيم: مفكر وكاتب مصري حاصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون بفرنسا، كما حصل على درجة الماجستير بجامعة القاهرة، وقد عمل أستاذًا للفلسفة فيها، وله أكثر من 35 مؤلفًا في مجالات الفلسفة والتربية وعلم النفس والاجتماع، ولعل من أشهر مؤلفاته:
تأملات وجودية.
سيكولوجية المرأة.
سلسلة مشكلات الفلسفة.